علق تحالف الحرية والتغيير الحاكم، على الاحتجاجات المشتعلة هذه الأيام بالعاصمة الخرطوم والمتاريس الموضوعة على الطرقات، المنددة بالأوضاع المعيشية، وقالت إن هناك خطين وراء تلك الاحتجاجات، ودعت إلى ضرورة التفرقة بينهما، لأن الخط الأول يحمل مطالب حقيقية ومشروعة مبنية على معاناة واقعة وخلفه ثوار، والآخر يقف خلفه فلول النظام البائد لإجهاض الفترة الانتقالية. وطالب مقرر المجلس المركزي للحرية والتغيير ل"الترا سودان"، بالتمييز بين الحق المشروع والمطالب الجماهيرية الحقيقية للثوار ومصالح فلول النظام البائد الساعية للمحافظة على مكتسباتها الفاسدة، مشيرًا إلى أنه من أهم سمات المرحلة الحالية الحريات والشفافية، وأضاف: "واجب الشباب التعبير باستمرار عن متطلبات الشعب المتمثلة في الحياة الكريمة وإزالة المعاناة المعيشية، كما الاحتجاج ضد السلطة حق، وواجب الجهاز التنفيذي تسريع الخطى في تنفيذ تلك المطالب المشروعة". ولفت مقرر المجلس المركزي، إلى أن فلول النظام البائد تسعى للمحافظة على مصالحها الفاسدة لخلق الارتباك في مسيرة المرحلة الانتقالية، داعيًا للانتباه إليهم وفضحهم وكشفهم أمام الشعب، كما من الضروري وضع مسافة ما بين المطالب الشعبية المتمثلة في الحياة الكريمة والسلام والحرية والعدالة، وما بين مصالح فلول النظام البائد بخلق متاريس في وجه إنفاذ مهام المرحلة الانتقالية وصولًا إلى تحقيق كامل لأهداف الثورة وتفكيك بنية النظام البائد وإعادة الحقوق إلى أهلها. بينما طالب عضو لجنة التنظيم والعمل الميداني، فرح دوسة، بضرورة الحذر في التعامل مع الاحتجاجات المشتعلة حاليًا، مؤكدًا بوجود تحركات من فلول النظام البائد في تأجيج الشارع ضد حكومة الفترة الانتقالية، وأضاف: "المظاهرات والاحتجاجات خلفها لجان مقاومة حقيقية، ولكن ظهور بعض حالات الانفلات تؤكد بتدخل عناصر من النظام البائد في اختراقها"، معلنًا عن تلقيهم بلاغات من لجان مقاومة أم درمانجنوب عن دفع أموال لأطفال وشباب بغرض وضع المتاريس على الطرقات ونهب المحلات، مستشهدًا بالقول: "أمس الثلاثاء تم إغلاق تقاطع سراج بأم درمانجنوب، بالحجارة من قبل مجموعة لم تتعرف عليها لجان المقاومة بالمنطقة، وقامت بتبليغنا بذلك". وتجددت الاحتجاجات بالعاصمة الخرطوم والتي تستمر حتى الآن، رافعةً مطالب تدعو إلى تحسين الوضع المعيشي ورفع الغلاء، مستخدمةً إغلاق الطرق الرئيسية بالحجارة ومواكب بالأحياء وسيلة للتعبير عن تلك المطالب، إلا أن هناك حديث يدور في الأوساط السياسية يتهم فلول النظام البائد باستغلال احتجاجات الثوار لصالح تأجيج الوضع السياسي والفترة الانتقالية عبر عناصر تتبع لها. وبالأمس، دعا تجمع المهنيين السودانيين المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية التي عُرفت بها ثورة كانون الأول/ديسمبر، موضحًا أن المحتجين الذين يقومون برشق السيارات بالحجارة في الشوارع لا يمثلون الثورة ويريدون تحريف مسار السلمية لتأليب الرأي العام.
