أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني ياسر العطا الاثنين، أن بلاده واثقة من عدم نشوب حرب مع إثيوبيا، وذلك وسط تصاعد الخلاف الحدودي بينهما في الأسابيع الأخيرة، مشدداً في الآن ذاته على أن السودان لن يتنازل عن أي "شبر" من أراضيه. وتطالب إثيوبيا بإعادة ترسيم الحدود مع السودان، في وقت تتطلع السلطات السودانية إلى وضع علامات الحدود، وليس إعادة ترسيمها. الحدود محسومة وجاء في بيان لمجلس السيادة السوداني، أن ياسر العطا أكد أن السودان يملك "الوثائق كافة" التي تثبت أن ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا "أمر محسوم بالفعل". وقال العطا خلال لقاء مع رئيس هيئة الأركان العامة الجيبوتي زكريا شيخ إبراهيم، إن "السودان يملك الوثائق كافة التي تؤكد ذلك، والمودعة لدى المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية"، وفقاً للبيان. عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني ياسر العطا خلال لقاء مع رئيس هيئة الأركان العامة الجيبوتي زكريا شيخ إبراهيم – وكالة الأنباء السودانية وأشار العطا إلى حرص السودان على تعزيز علاقاته الثنائية مع إثيوبيا باعتبارها دولة "جارة وصديقة"، معرباً عن ثقته في عدم نشوب حرب بين السودان وإثيوبيا، لإيمان بلاده ب"الحل السلمي". وشدد عضو مجلس السيادة في الآن ذاته على أن السودان "لن يفرّط في شبر من أراضيه"، وفقاً للبيان. الموقف الإثيوبي وترفض إثيوبيا الاعتراف بترسيم الحدود مع السودان، الذي تم في عام 1902، وتطالب بإعادة التفاوض بشأن الأراضي الحدودية المتنازع عليها. وقالت لجنة الحدود الإثيوبية بداية يناير الجاري، إن "الحدود الإثيوبية السودانية كانت محل نزاعات بين البلدين منذ أكثر من قرن، وتم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود لأول مرة في عام 1902، لكن الجانبين لم يحدداها". إثيوبيون فارون من القتال في إقليم تيغراي، على الحدود السودانية، 15 ديسمبر 2020. – REUTERS وتابعت اللجنة أن أديس أباباوالخرطوم "اتفقا على إعادة ترسيم حدودهما من خلال التوقيع على تبادل الملاحظات في ال18 من يوليو 1972 لحل مشكلة الحدود المشتركة، وجرى تبادل المذكرات في سلسلة معاهدات الأممالمتحدة المشتركة. وبحسب المذكرة اتفق البلدان على حل الخلاف الحدودي ودياً، واتفقا على بقاء كل طرف على الموقع الذي كان فيه حتى ترسيم الحدود باتفاق طرفي النزاع". توتر على الحدود وتشهد المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان خلال الأسابيع الماضية، مواجهات بين الجيش السوداني، وجماعات مسلحة إثيوبية، استولت على مناطق تتمسك الخرطوم بسيادتها عليها. وبدأت المواجهات بعد تعرّض عناصر من الجيش السوداني ل"كمين من القوات الإثيوبية وجماعات مسلحة تابعة لها، أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح والمعدات في صفوف الجيش السوداني". عدد من أفراد الجيش السوداني خلال تفقدهم الحدود مع إثيوبيا في منطقة القضارف شرقي السودان – AFP وتطالب الخرطوم إثيوبيا بسحب قواتها من مواقع لا تزال تسيطر عليها، في كل من مرغد وخور حمر وقطرآند، وذلك وفق ما تؤكد السلطات السودانية التزاماً بالمعاهدات والمواثيق الدولية. وأفادت وكالة "بلومبرغ" الأسبوع الماضي نقلاً عن مصدرين رفضا الكشف عن هويتهما أن الجيش الإثيوبي نشر أسلحة، من بينها دبابات وبطاريات مضادة للطائرات في الأسابيع الماضية في منطقة الفشقة المتنازع عليها. بالمقابل، أكد وزير الدفاع السوداني، الفريق الركن يس إبراهيم ياسين، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع قبل أسبوعين، أن قوات بلاده ستبقى في المناطق الحدودية مع إثيوبيا. من جانبه، شدد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح على أن القوات المسلحة السودانية "سترد بحسم على أي تعديات إثيوبية داخل الحدود السودانية".