الثورة هي التغيير الجذري الشامل في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر العمل الشعبي المنظم بالوسائل المدنية المجربة . الثورة تمثل حالة اندفاع وقطيع مابين ارث قديم مرفوض ومشروع تغيير جديد مخالف تماما للقديم . تجمع الثورة مابين العاطفة والعقلانية ، ففي حالة اندفاعها بالمشاعر العاطفية وتخليها عن العقل والمسائل المنطقية تصبح مجرد فوضى ، وكذلك العقلانية دون العواطف تفقدها حماسها وروحها الثورية. نظام الانقاذ ادخل البلاد في ازمة وطنية شاملة ، شملت جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ، عبر نهجه الاحادي والدكتاتوري وعبره فرط في وحدة البلد. جاءت ثورة ديسمبر المجيدة بعد تراكمات من النضالات للشعب السوداني ، من خلال تنظيماته السياسية والمهنية والعسكرية ، نتيجة لفشل سلطة الانقاذ ، رفعت ثورة ديسمبر شعارات الحرية والسلام والعدالة العيش الكريم ، وتفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو كشعارات مركزية . تميزت الثورة السودانية بالسلمية وكانت محل تقدير واعجاب لكل شعوب العالم ، وعبرها اعادة دور الجماهير في تحديد مصيرها واعادة اكتشاف قدرات الشعب السوداني لذاته واطلاق طاقاته. ظلت الثورة ومازالت في حالة مد وجزر وصراع مع القوة الثورة المضادة ، لكنها حققت مكاسب : -فتحت الطريق للحاور والنقاش لاسئلة سياسية واخرى تتعلق بالديمقراطية والسلام ظلت عالقة من الاستقلال -اتاحات الحريات العامة للجماهير للتعبير عن رايها فيما يخص قضاياها الوطنية -فتحت الطريقة لهيكلة وبناء المؤسسات الوطنية من قضاء وقوات نظامية وخدمة مدنية ، التي ظلت مختطفة من الاسلاميين . نواصل.. محمد عبدالله طه [email protected]