منذ ان وصل رئيس بعثة "يونيتامس" فولكر تيرتس إلى الخرطوم ودخل في العزل الصحي ، بدأت الأممالمتحدة تعبر عن قلقها بشدة أزاء تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور بعد انسحاب بعثة "يوناميد"، وزادت قلقها بصورة دراميتكية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرب دارفور وراحت ضحيتها مئات من القتلى والجرحى . وما زاد الطين بله، في ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية عدم قدرة حكومة الفترة الأنتقالية تشكيل قوة مشتركة على جناح السرعة لسد الفجوة الأمنية وحماية المدنيين بعد خروج قوات بعثة "يوناميد"،وتصاعد الاشتباكات والاقتتال بين القبائل في ولايات دارفور، وامتدت نتائجها في كردفان والجزيرة وشرق السودان ،الأمر الذي دفع ولاة الولايات إعلان حالة الطواري لوقف انزلاق الولايات في فوضي الأنفلات الأمني والاقتتال. ويرى الباحث وعضو مركز استشراقات الغد لدراسات السلام دكتور على يحي أن رئيس بعثة "يونيتامس "فولكر بيرتس سيقدم تقريراً شاملا في الثاني عشر من أغسطس المقبل لمجلس الأمن عن الوضع في السودان وقد يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بمزيد من الخبراء وآليات ونشر قوات عسكرية في إطار دعم عملية السلام في السودان بحجة ان البلاد على شفاة حرب أهلية وتفاقم بين القبائل فيما بينها وتردى الأوضاع حقوق الانسان. وفى ذات السياق يؤكد الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور محمد على تورشين ان الأممالمتحدة لم تعبر عن قلقها أزاء الوضع في دارفور اثناء ترتيبات خروج بعثة "يوناميد" بل لازمت الصمت بالرغم من ان هنالك اصوات ناشدت الأممالمتحدة بتمديد فترة يوناميد لمدة ثلاثة أشهر حتي يتمكن حكومة الفترة الانتقالية تشكيل قوة مشتركة من القوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح قوامها (12) الف جندي لكن الأممالمتحدة تركت الحبل على القارب واستعجلت في إرسال البعثة السياسية إلى السودان لدعم مرحلة التحول والانتقال. ويقول تورشين ان الفجوة التي تركتها بعثة " يوناميد" كانت مشجعة لتأجيج الصراع القبلي في دارفور ومحفظة للنظام البائد ان تحريك الخلايا النائمة في الولايات، واستفادت بعض الجهات لتسويق الفوضي على الإطر المحلية والأقليمية والدولية لتمرير اجندتها عبر مجلس الأمن ومن المحتمل ان يصدر قرار من مجلس الأمن خلال اكتوبر المقبل لارسال قوات عسكرية الى السودان الأمر الذي سيتفيد منه رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو فى ممارسة ضغوطات على حكومة الافترة الانتقالية لفصل الدين عن الدولة او حق تقرير المصير. ويمضي تورشين إلى حين تقديم رئيس البعثة السياسية "يونيتامس" فولكز تيرتس تقريره لمجلس الامن سيسوق رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور الوضع المتماهي الانفلات الأمني فة مناشدة الأممالمتحدة بنشر قوات عسكرية لحماية النازحين عبر الفصل السابع الأمر الذي يحفظ الأممالمتحدة اصدار قرار من مجلس الامن بنشر قوات عسكرية على كافة أقاليم السودان في منتصف شهر ديسمبر المقبل تحت ذريعة دعم السلام والتحول الديمقراطي، وبحجة حماية خبراء البعثة السياسية والمدنيين .