1- السؤال المطروح اعلاه في عنوان المقال، لم ياتي اعتباطآ، وانما عن قصد ونية مبيتة بهدف كشف حقائق خافية عن عيون الكثرين حول وزارة الخارجية التي فقدت كثير من الهيبة بعد ان اصبحت تدار من البعد بواسطة "رومت كنترول" الجناح العسكري في مجلس السيادة، الذي اعطي لنفسه الحق في ان يؤول الشآن الدبلوماسي وتمثيل السودان في الخارج الي الجناح العسكري، ولهذا لمسنا بعد انتفاضة ديسمبر 2019، ان كل الذين منصب وزير الخارجية كانوا مهمشين للحد البعيد علي حساب الجناح العسكري، الذي كلف الفريق أول/ "حميدتي" القيام بمهام وزير الخارجية في سفريات رسمية للخارج، وحضور جلسات اقليمية خاصة بسد "النهضة"، والقيام بلقاءات مع رؤساء دول ومسؤولين كبار في كثير من الدول التي عندها علاقات مع السودان، سافر الي السعودية، والامارات، ودولة قطر ، واثيوبيا، وارتريا، والسودان الجنوبي، ومصر، وتشاد،… لم يستطع "حميدتي" السفر الي واشنطن لمقابلة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بسبب عجزه في الكلام باللغة الانجليزية، فسافرت السيدة/ اسماء عبدالله التي شغلت منصب وزيرة الخارجية الي واشنطن، والتقت بالرئيس ترامب في مكتبه بالبيت الابيض يوم 16/ يناير 2020. 2- الوزراء الذين شغلوا منصب وزير الخارجية بعد التغييرات التي وقعت في السودان عام 2019، كانوا اثنين فقط، وهما: اسماء محمد عبدالله، وعمر قمر الدين، وجاءت اخيرآ للوزارة مريم الصادق المهدي. 3- في الفترة التي حكمت فيها اسماء الوزارة من 19/ سبتمبر 2019 وحتي 1/ يوليو 2020، كانت فترة اتسمت بالجمود وعدم قدرة الوزارة في تمثيل السودان الجديد باكمل وجه مشرق والانطلاق نحو دبلوماسية جديدة راقية تعكس سياسة السودان الخارجية بسبب تغلغل جنرالات المجلس العسكري التابع لمجلس السيادة في الشؤون الخاصة بوزارة الخارجية، وتكليف نائب رئيس مجلس السيادة القيام بمهام وزير في السفر للخارج، ومقابلة السفراء والدبلوماسيين والوفود الاجنبية الزائرة، وحمل رسائل من البرهان الي رؤساء دول المنطقة، والمشاركة في اجتماعات بالغة الاهمية لا يفهم "حميدتي" فيها مثقال ذرة مثل موضوع سد النهضة الاثيوبي، وموضوع رسم الحدود بين السودان واثيوبيا. 4- بعد الوزيرة السابقة اسماء جاء للوزارة وزير جديد هو عمر قمرالدين، الذي حكم الوزارة في الفترة من اول يوليو 2020 حتي فبراير 2021، لم نلمس خلال هذة الفترة (7) شهور اي انجازات حقيقية حققتها الوزارة خلال زمن حكمه!!، علي العكس نشرت الصحف المحلية والافريقية والعربية الكثير عن تحركات (المكوك) السوداني، الذي ما ان انهي زيارة ما الا وطار في مهمة اخري!!، كان هو الممثل الرسمي للسلطة نيابة عن وزارة الخارجية المهمشة!! 5- الاغرب من كل هذا، ان رئيس الوزراء حمدوك، الذي هو المسؤول الاول عن اداء ومهام وزارة الخارجية سكت عن تغلغل "حميدتي" في شآن وزارة الخارجية!!، سكت عن العبط والهبل وقلة البصيرة وعدم الفهم في مباحثات "حميدتي" في الخارج، والتي جلبت السخرية من السودان "الحدادي مدادي" وما عنده "زول نصيح زي الناس" يمثل السودان في المحافل الدولية!! 6- الشيء المضحك الي حد الاستلقاء علي القفا، ان "حميدتي" كان يتصرف مع رؤساء الدول الذين قابلهم كانه في اجتماع مع عمداء قبائل دارفور!!، يتحدث معهم حديث لا برتكول فيه او مراعاة للشخصية التي امامه!!، وهو الامر الذي عرض اعضاء الوفود التي صاحبته الي احراج بالغ!!، وهذه المعلومة ليست من عندي، بل من صحفي رافق حميدتي!! 7- عندما زار "حميدتي" قبل ايام قليلة مضت دولة قطر، التقي هناك باسلاميين واجتمع معهم واستمع الي شكواهم، والتي كانت واحدة منها موضوع قرارات "لجنة ازالة التمكين" التي تضرروا منها هؤلاء الاسلاميين، وفي مفاجأت لم يتوقعها من كانوا في الاجتماع، ان "حميدتي" وعدهم خيرآ بالنظر في موضوع قرارات "لجنة ازالة التمكين"!!، وهكذا بكل بساطة وبلا مراعاة لقوانين الدولة التي سنت قانون ازالة التمكين راح "حميدتي" ويقرر دون الرجوع للجهات الرسمية في الخرطوم!! 8- عاد "حميدتي" من قطر ولم يساله احد عن "الجلطة" التي جلطتها في الدوحة!! لم يساله احد في مجلس السيادة عن التصرف الذي ادخل المجلس في احراج!! سكت حمدوك ولم ينطق بحرف!! 9- لو كان "حميدتي" شخص مؤهل ومثقف، وعنده الشهادة الجامعية وشهادات خبرة في اي مجال عمل فيه، لما اعترضنا كثيرآ علي بعض تصرفاته وسلوكياته المشينة، ولكن ان يتم تعيينه نائب أول لرئيس مجلس السيادة وهو لا يملك حتي شهادة ميلاد فهذا امر مرفوض بشدة، وتعيينه قلل من هيبة البلاد، واحرج مجلس السيادة علي المستوي المحلي والدولي، ولو كان تعيينه قد تم بارادة الشعب لما اعترض احد، ولكنه تعيين تم ب"حمرة العين" وبقوة ما عنده من ضباط وجنود جنجويديين!! 10- الان، جاءت حكومة جديدة اطلقت علي نفسها لقب "حكومة كل الشعب"، فهل يا تري سنشهد نفس الفيلم القديم ونعاصر مجددآ حكم "حميدتي" وسيطرته علي كل شيء في الخدمة المدنية والعسكرية، وايضآ علي السلك الدبلوماسي ويكون هو وزير الخارجية الفعلي، ومريم الصادق مجرد ديكور مثلها ومثل سابقيها اسماء عبدالله وعمر قمر الدين؟!! 11- (أ)- هل تقوي الوزيرة مريم الوقوف في وجه "الجناح العسكري" ورفضها ان تكون وزيرة مهمشة علي حساب "حميدتي"؟!!، (ب)- لمن الغلبة في الصراع علي سيادة وزارة الخارجية: الدكتورة مريم..ام راعي الغنم "حميدتي"؟!! (ج)- …هل ستكون هناك مناصفة في عمل الاثنين: مريم وزيرة داخل الوزارة وحضور جلسات مجلس الوزراء…و"حميدتي" القيام بكل المهام الخارجية، ولقاء الدبلوماسيين والسفراء؟!! (د)- الشيء المعروف سلفآ، ان البرهان لن يقبل ان تكون مريم "المدنية" صاحبة تمثيل في الخارج علي حساب حميدتي "العسكري"، وان يكون لها صيت وسمعة في المحافل الدولية بدل من الجناح العسكري التابع لمجلس الوزراء…ولن يرضي اان تقود مريم الوفود السودانية الي الخارج، ومقابلة رؤساء الدول الاجنبية. (ه)- وبما ان الرئيس البرهان يملك الحق قانونيآ في ارسال نائبه في مهام خارجية يلتقي فيها برؤساء دول وحكومات، فانه حتمآ سيلجأ الي تقليص مهام مريم وتحجيمها، ولن يقوم بمعاملة مريم اسوة بحميدتي !! 12- الايام القادمة ستكون مليئة بالمفاجأت التي لا تخطر علي بال، وسنشهد فيها نفس السيناريوهات القديمة التي كانت في زمن الرئيس المخلوع، عندما كان يكلف مستشاريه في رئاسة الجمهورية القيام بمهام خارجية كانت هي اصلآ من واجبات وصلاحيات وزراء الخارجية الذين عملوا معه!!، واشهر حالة عرفتها، عندما قام البشير بارسال مدير مكتبه لحضور مؤتمرالقمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في مدينة الرياض خلال يومي 20/ و21 مايو 2017، ورفض ارسال وزير الخارجية!!، يومها سخرت الصحف من عقلية البشير الذي احرج نفسه بهذا التصرف الغبي!! 13- علي الوزيرة مريم ان تضع في الاعتبار انها ستواجه بعواصف لا حد لها ولا نهاية، مثل اغلب الوزراء الذين مروا علي وزارة الخارجية من قبل.