نريد أن نعرف: هل هو سلام أم هدنة أم احتلال؟ هل قواتكم هذه مكونة من مناضلين كانوا يحاربون من أجل قضية أم أنهم مرتزقة مأجورين والآن في انتظار تسديد استحقاقاتهم بقوة السلاح الذي لا يزالوا يحملونه واتخاذهم من المدينة وساحاتها وحدائقها معسكرات. إذا افترضنا أن أفراد هذه القوات من المناضلين من أجل قضية، فبعد توقيع السلام عليهم أن ينفضوا ويذهب كل منهم في حاله ليشق دربه في الأرض بحثاً عن الرزق أو تسريحهم الى أن يتم ادماج من يرغبون في صفوف الجيش الوطني أو غيره يقول القائد المناضل من أجل الرفاهية والعظمة مناوي: "لا تخافوا من قواتي فهي ليست شياطين أو عملاء وهي ليست قوات أجنبية بل هم من أبناء الوطن ، وجاءوا من أجل إضافة للأمن والاستقرار السياسي في المرحلة القادمة" قل لنا يا مناوي ما هو الدور الذي يقومون به في استباب الأمن والاستقرار السياسي ثم قلنا لنا ما هو المدى الزمني لهذه المرحلة الحالية وما هي المرحلة القادمة التي تستوجب وجودهم مدججين بالسلاح متسكعين في الميادين والحدائق العامة؟ طيب قل لنا من الذي كان يمد قواتك بالعتاد الحربي والتسليح ويدفع لك الأموال لاطعامها وكسوتها؟ كيف و من أين كنت تقوم بالإنفاق على حرب العصابات. الإجابة على هذه الأسئلة هي التي سوف تطمئن "ناس الخرطوم" كل هذه الأسئلة موجّهة أيضاً لجميع الحركات المسلحة .. بما فيها مرتزقة الدعم السريع الذين رأينا منهم البيان عملياتياً .. تقتيل واغتصاب وارهاب واذلال في وسط الخرطوم ما يقوله العقل أن مصادر تمويلكم لا يمكن أن تكون النهب المسلّح للقرى وسكان المناطق مع فقرهم المدقع وبالتالي لا بد أن تكون هناك حكومات أجنبية تسلحكم وتدفع لكم ولقواتكم. هذه الحكومات الأجنبية إمّا أن تكون من الدول المناصرة للحركات التحررية والتي آمنت بعدالة قضيتكم أو إحدى تلك الدول الشريرة التي لها فقط مصلحة في زعزعة الوضع السياسي في السودان وضرب التعايش السلمي ووحدة الأراضي وتعطيل التنمية. السادة تجار الحروب المناضلين من أجل جيوبكم ورفاهيتكم والساعيين في الفارغة من دون أي اكتراث لأرواح البشر ولو كانوا أهلهم وعشيرتهم ولا أي فضيلة انسانية أو عقلية .. ستظل الخرطوم وأهلها مرعوبين خائفين قلقين ما دام السلاح بأيديكم وما دام هناك دول شريرة مستعدة لشرائكم في أي وقت. إلى أن يتحقق السلام الحقيقي والشامل .. والطريق الوحيد إليه هو التوعية والتنمية والتعليم .. فقط هذا هو السبيل الوحيد لقطع الطريق أمامكم وأمثالكم من تجار الحروب الأنانيين؛ الى ذلك الحين سوف تظل كل مدن وقرى ما تبقى من السودان الحبيب مرعوبة قلقة مرتابة فقيرة منهكة