أكدت المملكة المتحدة، أنه بينما أقدمت حكومة السودان على اتخاذ العديد من الخطوات للتغلب على التحديات التي تواجه البلاد؛ ما زالت أمامها عقبات كبيرة، مؤكدة أن المملكة المتحدة لا يمكنها تجاهل ما جرى من تصاعد للعنف الأهلي في دارفور خلال الأشهر الأخيرة، ويقلقها تدمير موقع سابق آخر لبعثة يوناميد في 23 فبراير، بعد تسليمه إلى حكومة السودان. وقالت السفيرة البريطانية باربرا وودورد، في جلسة إحاطة بمجلس الأمن بشأن بعثة يونيتامس في السودان، إن رئيس الوزراء حمدوك وحكومته يواصلون إحراز تقدم على طريق إحلال السلام والازدهار والديمقراطية. وأضافت: (لا بدّ لنا من التنويه بأهمية تشكيل مجلس وزراء جديد يضم الموقّعين على اتفاق جوبا للسلام، وإصلاح سعر الصرف، والتصديق على اتفاقية الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب، وتعاون الحكومة مع المحكمة الجنائية الدولية. وأوضحت أن للمجتمع المدني والنساء والشباب دوراً حيوياً في مختلف جوانب العملية الانتقالية، وتابعت: (نتطلع في هذا السياق إلى تأسيس المجلس التشريعي الانتقالي الذي تحصل فيه النساء على حصةٍ نسبتها 40% من المقاعد). وأكدت أن المملكة المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع حكومة السودان بينما تواصل عملية انتقالها إلى الديمقراطية، وأعلنت ترحيبها بما بدأ من التعاون بين حكومة السودان وبعثة الأممالمتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس). وقالت السفيرة: (إننا ندرك أن نجاح المرحلة الانتقالية في السودان يتطلب جهوداً متواصلة في عدد من المجالات، وبالتالي فإن من الضروري للغاية أن تعمل الحكومة مع لبعثة يونيتامس، بما في ذلك فريقها القطري المتكامل، لتحديد المجالات ذات الأولوية للبعثة لتقديم الدعم بما يتماشى مع التفويض الممنوح لها. وأكدت أنه من أجل تسخير الإمكانات الكاملة للدعم الذي يمكن للبعثة أن تقدّمه، فإنهم يحثون حكومة السودان على الإسراع في العمل مع الأممالمتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الخاص بوضعية وصلاحيات هذه البعثة، مبينة أن المملكة المتحدة قدمت 500,000 دولار من التبرعات إلى بعثة يونيتامس، وبهذا كانت أول دولة عضو تفعل ذلك، وتشجع الآخرين على تقديم الدعم لجهود البعثة كي تقوم بدورها في دعم جهود حكومة السودان. وأعلنت تأييد المملكة المتحدة لدعوة الأمين العام للامم المتحدة للحكومة السودانية كي تسارع إلى تنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين، واتفاق جوبا للسلام، والجهود الأخرى الرامية إلى منع العنف والحد منه بين فئات المجتمعات المحلية. كما تدعو حكومة السودان إلى تأمين المواقع التي سلمتها لها الأممالمتحدة حتى يمكن استخدامها لتوطيد السلام في جميع أنحاء دارفور. وأضافت: (أودّ أيضاً أن أكرر دعوتنا لأولئك الذين ما زالوا خارج عملية السلام للانخراط فيها دون شروط مسبقة، والعمل سريعا لأجل إتمام المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق سلام شامل). ونوهت إلى أن بلادها تواصل مراقبة الوضع عن كثب على الحدود السودانية الإثيوبية. وتدعو كلا الجانبين إلى الدخول في حوار لمنع المزيد من التصعيد الذي قد تكون له تداعيات كبيرة على السلام والأمن الإقليميين.