مثل الشاعر السوداني يوسف عوض الكريم الدوش، أمام نيابة الصحافة والمطبوعات في الخرطوم، اليوم الأربعاء، على خلفية البلاغ الموجه ضده من مجلس السيادة الانتقالي بالرقم "2" تحت المادة (159) من القانون الجنائي المتعلقة ب"إشانة السمعة"، ودون البلاغ على خلفية تسجيل تلفزيوني للشاعر، رأى مجلس السيادة أن الدوش وجه فيه اتهاماً له بفض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019 عبر قصيدة قرأها في البرنامج، وقد خرج الدوش بالضمان الشخصي. واحتشد عدد من الشعراء والمثقفين وأسر الشهداء والثوار والنشطاء السياسيين، أمام نيابة الصحافة والمطبوعات تضامناً مع "الدوش"، وردد المحتشدون شعارات على شاكلة (ماك الوليد العاق لا خنت لا سراق)، و(ثوار أحرار حنكمل المشوار)، فيما ألقى الدوش قصيدته موضوع التحقيق التي يقول أبزر أبياتها: "نفس الزول القاتل ولدك، شال لي روحو الفاتحة وقلدك، وحاكم بلدك رمز سيادة". وخاطب الدوش المحتشدين قائلاً: "إن المضحك المبكي أن مجلس السيادة بشقيه المدني والعسكري قام بتفويض عقيد حقوقي يسمى جمال الدين أحمد صالح، لفتح بلاغات في مواجهة كل من يتحدث عن جرائم فض الاعتصام، وقد تم التفويض من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان". وعدَّ الدوش البلاغ والتفويض الذي صدر باسم المجلس إشانة سمعة للمجلس نفسه، بشقية المدني والعسكري، ووجه انتقاداً لاذعاً للمدنين بمجلس السيادة بقوله: "قاعدين تعملوا شنو؟"، في إشارة منه لانتهاك حق حرية التعيير، وعدَّ ما حدث نقطة تحول وصفها بالكبيرة، ورأى أنها نقطة انطلاق لثورة جديدة. وأشار الشاعر إلى أن البلاغ ليس المعني فيه الدوش في شخصه، وأن الغرض منه تكميم الأفواه والحد من الحريات والاستمرار في ممارسات النظام السابق، ونوّه إلى أنه بمثابة تحذير وتهديد لعدم تناول جريمة فض اعتصام القيادة. ونبّه إلى أن المقصود أي بيت سوداني وأي ثائر. وأعلن الدوش استمراره في كتابة وتنظيم الشعر. وتابع: "اليوم سأكتب قصيدة وغداً". وطالب الشعراء بكتابة آلاف القصائد عن فض الاعتصام حتى تتحقق العدالة للشهداء والقصاص العادل. وتأسف لسؤال النيابة له حول ما المقصود (برمز السيادة)، و(الكلب الفي رقبتو قلادة)، وقال: "كان ردي أن القصيدة كتبت في رثاء الشهيد عبد السلام كشة بعد فض الاعتصام مباشرة". وأشار إلى أنها خرجت للإعلام قبل شهر، وأوضح أن القصيدة لا تفسر ويغني من يغني، والكل يرقص على هواه. وأردف: "في رأيي إنو البلاغ بالنسبة لي فتح ربَّاني لإحياء ما مات في الناس"، ولفت إلى انتباه الأسر التي فقدت فلذات أكبادها وانشغلت عنهم بأمور أخرى، قصد بها إلهاء الناس لإخفات ذكرى مجزرة القيادة العامة من أمام مباني قيادة قوات الشعب المسلحة.