مقدمة: اتصلت بصديق صحفي مخضرم يقيم في الخرطوم، ويعمل في مجال الصحافة منذ زمن طويل، وسالته عن الاسباب التي دعت الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي الي ان تكون أول زيارة قام بها في يوم السبت 6/ مارس الحالي 2021 الي الخرطوم منذ بدء الفترة الانتقالية في السودان، لا تتعدي ساعات قليلة، هي في جوهرها رحلة لا تستحق عناء السفر؟!! 1- سالته لماذا رفض الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي البقاء في الخرطوم لمدة يوم او يومين، اسوة بزياراته التي قام بها من قبل الي دول كثيرة وبقي في اغلبها بالايام الطويلة ؟!!، هل هناك اسباب واضحة وقوية جعلت الرئيس المصري يفضل ان تكون اولي زياراته للخرطوم قصيرة للغاية يعود بعدها في نفس اليوم للقاهرة؟!! 2- قال الصحفي رد علي الاسئلة اعلاه، بالطبع هناك اسباب كثيرة اقنعت الرئيس السيسي ان تكون الزيارة الي الخرطوم قصيرة، اولي هذه الاسباب، ان الخرطوم مدينة غير أمنة وفيها فوضي امتلاك المواطنين الاسلحة النارية والبيضاء بلا رقابة شديدة من السلطات الامنية، وان الحكومة الانتقالية عجزت تمامآ عن جمع السلاح، بل والاخطر من كل هذا، ان عمليات تهريب السلاح من دول الجوار قد تمت دومآ عبر شاحنات مجهزة تجهيز حديث يصعب احيانآ مطاردتها بسهولة، ما حدا بوزارة الداخلية مطالبة الحكومة توفير طائرات "هليوكبتر" لمراقبة طرق التهريب. 3- لقد استطاعت بعض من هذه الشاحنات المحملة بالسلاح والذخيرة ان تدخل الخرطوم بسلام ، واغلبها تم ضبطها وهي محملة باسلحة ثقيلة وعتاد متطور، الصحف المحلية نشرت الكثير عن اخبار التهريب وعن الضباط والجنود الذين استشهدوا في معارك مع المهربين ، ما زاد من تساؤلات المواطنين حول من وراء عمليات التهريب؟!!، لمن هذه الاسلحة في الخرطوم؟!! 4- قال الصحفي، جرت محاولة اغتيال الدكتور/ عبدالله حمدوك، وهذه المحاولة لم تمر مرور الكرام عند اغلب اجهزة المخابرات العالمية التي اصبح عندها رأي ان السودان انه بلد يعاني من خلل امني نتيجة تدفق السلاح فيه من عدة دول، والامر الخطير في الموضوع، ان الامور اصبحت تزداد كل يوم اكثر تعقيد عن ذي قبل بسبب عدم وجود قوانين رادعة ضد مهربين السلاح، وايضآ لم يتم حتي اليوم تقديم احد من المهربين او تاجر سلاح للمحاكمة!! 5- قال في كلامه، بما ان المخابرات المصرية مثلها مثل عشرات اجهزة المخابرات الدولية الموجودة في السودان تعرف الكثير المثير الخطر عن فوضي السلاح المنتشر في كل مكان بربوع البلاد، وعن تقاعس ولاة الولايات في جمعه من المواطنين، وعن فشل الحكومة الانتقالية الحالية والحكومات السابقة وعددها نحو (26) حكومة مركزية وولائية في تنفيذ خططها الرامية محاربة تهريب السلاح والتشديد في وضع قوانين صارمة ضد المهربين والتجار، كان لابد للمخابرات المصرية، ان تحرص علي اتخاذ اجراءات صارمة لحماية الرئيس/ السيسي، وان تكون الزيارة قصيرة ولساعات قليلة بقدر الامكان كنوع من الحماية …وهذا ما تم بالفعل!! 6- محاولة اغتيال/ عبدالله حمدوك، وعدم القبض علي الجناة، الذين ربما يكونون في امن وامان وبعيدين تمامآ عن الملاحقة، هي ايضآ واحدة من اسباب عدم بقاء السيسي في الخرطوم مدة طويلة!! 7- قال الصحفي حديثه وقال، ليس الرئيس المصري السيسي/ وحده من زار الخرطوم لساعات قليلة، هناك مثلآ الرئيس السابق/ حسني مبارك، الذي زار الخرطوم ثلاثة مرات، وكانت هذه الزيارات الثلاثة قصيرة لم تتعدي كلها ال(20) ساعة!!…الشيخ/ تميم زار الخرطوم لساعات قليلة!!…وهناك بعض الرؤساء العرب والافارقة القدامي والجدد لم تعتب اقدامهم اصلآ مطار الخرطوم، ويتعمدون بقدر الامكان تجنب زيارة السودان!! 8- اختتم الصحفي حديثه وقال، لكن هناك وجه اخر لزيارة السيسي للخرطوم، فالزيارة التي بدرت من الرئيس المصري كان الهدف منها لازالة حدة غضب البرهان منه (السيسي) ومن المسؤولين الكبار في الحكومة المصرية، الذين تجاهلوا عن عمد معاملة الزيارات التي قام بها البرهان للقاهرة، ومن بعده "حميدتي" وحمدوك، ولمسوا بوضوح عدم وجود "معاملة بالمثل" لهذه الزيارات السودانية من قبل السلطات المصرية!!… 9- لقد وصلت حدة الغضب عند البرهان قمة الذروة عندما صرح في احدي المرات وقال بنبرة غضب شديدة "سنرفع علم السودان في حلايب"!!، وهو تصريح لم ياتي من فراغ وانما من رد فعل مضاد ضد تصرفات المسؤولين في القاهرة التي وصلت"الروح الحلقوم"!! 10- انتهت ردود الصحفي علي الاسئلة، وبقي السؤال حول السلاح مطروح بشدة: هل حقآ يعود السبب في عدم زيارات اغلب رؤساء الدول للسودان الي وجود الاسلحة والذخائر في ايدي المواطنين بكثرة ما يشكل خطورة علي حياتهم من انفلات بعض المتطرفين في السودان؟!! … ولماذا فشلت الحكومة الحالية وقبلها عشرات الحكومات السابقة في جمع السلاح؟!!