و فقط لا نريد للمفسدين أن يقبحونها بكل صفاتهم الذميمة. فهذه الثورة شعبية وجميلة ومكتملة الاركان. وهذه الثورة أخلاقية يملأوها الوعي والاطمئنان. وهذه الثورة تختلف عن كل الثورات بسلميتها وقد هزمت كل البمبان . و يكفيها فخرا أن الرئيس الفرنسي ماكرون قد خاطب اصحاب السترات الصفراء مشيدا بسلمية ثورة أهل السودان . والتي أطاحت بناس نافع واللمبي وعبد الرحيم وكل الكيزان . و كان هتاف الشارع "سلمية سلمية ضد الحراميه في كل مكان. "والجوع الجوع ولا الكيزان " "واي كوز ندوسو دوس " ومعانا ناس شوتايم ودسيس مان. وانتصرت الثورة وعلت أعلامها كل السماوات . وتنفسنا الصعداء وفرحنا بكل الانتصارات . وتكونت حكومة حمدوك وحميدتي وبرهان وفتحوا لنا كل المسارات . فهللنا وكبرنا لهذا التوافق و هذه النجاحات . رغم كل جراحتنا لفقد الشهداء وجريمة فض الاعتصام ومن ماتوا في التظاهرات. وفجأة و دون مقدمات اذ ببعض خطرفات اقاويل تتناثر في الجنبات . وأخبار تتهم الثوار بالانتهازية الخيانات. وكأنه تشفيا وانتقاما وتجريدا من وطنيتهم. فلم يخرج من الثوار من يكذب هذه الأقاويل ويبرئهم من الاذية . و كان لزاما علينا أن ندق كل الاجراس. فأفيقوا أيها الثوار واحبسوا كل الانفاس. فلقد بدأت الثورة تاكل ثوارها فاعيدوا لها الحماس . فمن حقنا أن نحلم بوطن يتسع لجميع أبنائه يجد الكل فيه ضالته فكرا ودينا ومعيشة وسياسة وأمنا وآمانا . فقمة الإحباط أن تشعر بأنك تحمل فى قلبك بلد متهالك الأركان. تتمنى أن ترمم جنباته بيديك لتمسح عنه كل المعاناة وتحفظه من الارتهان. وقمة الإحباط أن تنظر إلى بلدك من بعيد وهو يئن وانت عاجز أن تقدم له بعض الحلول. وقمة الإحباط أن ترى بنو جلدتك يحكمون البلاد 30 عاما يسرقون موارده ويبيعون أركانه . وقمة الإحباط أن ترى من يصفق ويطبل لهم وقد قتلوا المئات بفتاوي دينيه . وقمة الإحباط أن ترى فشلا وطنيا كاملا في حكم البلاد منذ الاستقلال بسبب الاحزاب التقليدية. التحيه كل التحية لذكرى ثورتنا المجيدة [email protected]