كان عميد الفن الراحل أحمد المصطفى يشرف على حفل غنائي، كانت له علاقة دم أو صداقة مع أصحاب الفرح وقد شارك أيضاُ الغناء، نعم عن الراحل أحمد المصطفى قد كان زعيماً للمجاملات الاجتماعية فقد حكى مرة الأستاذ السني السيد ابن ودمدني والإداري حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة، بأنهم ذات مرة أتوا من ودمدني الى أم درمان في (سيرة عرس) لأحد أبناء أهلهم، غير أن الفنان قد تأخر ولم يحضر من ودمدني، فظلوا في الشارع ينتظرون ويتطلعون لرؤيته، وفجأة بينما هم كذلك يظهر الأستاذ الراحل أحمد المصطفى بعربته ويتوقف ليسألهم، فحكوا له الحاصل وأنهم في موقف حرج في بيت الفرح، فقال لهم انتظروني نصف ساعة وسوف أقوم بحل المشكلة، وقد كان .. حيث أسرع بالذهاب لنادي الفنانين وأتى بمجموعة عازفين وأحيا لهم الحفل حتى الساعات الأولى من فجر اليوم التالي وبلا مقابل, رحمك الله يا أحمد المصطفى. السر قدور حضوراً: المهم.. كان السر قدور حضوراً في ذلك الفرح بحلة خوجلي للمشاركة باسكتش فكاهي تمثيلي مع الراحل أحمد حميدة (تور الجر)، حيث كان من الطبيعي في ذلك الزمان أن تجد الفكاهة خلال فقرات حفل الزواج، او تجد منولوجيست يشارك في الفواصل بمنلوج فكاهي..وفي أثناء الحفل أتت فتاة وقد كانت باذخة الجمال، وهي تعرف أن السر قدور قد تسيد ساحة الشعر الغنائي في ذلك الزمان مع الكاشف والعاقب محمد حسن بجميل أشعاره الطروبة حيث أطلت وقتها (الشوق والريد .. يا صغير يا محيرني) ومتحير .. واتلاقينا مرة .. واتدللي) إلى آخر الأغنيات الحسان للسر قدور. طلب الحسناء: طلبت تلك الحسناء من السر قدور أن يؤلف فيها قصيدة تُغنى، غير أن الأستاذ قدور لم يعر للأمر اهتماماً .. الى أن ينتهي الحفل، وقد كان العميد يشرف على توفير الترحيل للفنانين والموسيقيين المشاركين في حفل الفرح ذاك.. وكان السر قدور واقفاً خارج المنزل، وإذا بتلك الفتاة وهي تمتلك جرأة عالية توجه عتاباً له عن طريق أحمد المصطفى قائلة له: تصدق يا أستاذ أحمد لقد طلبت من الأستاذ قدور أن يعمل لي قصيدة ويعطيها للفنان الجديد هذا (تقصد ابن البادية)، (لكنه طنش طلبي) وهنا ضحك أحمد المصطفى موجهاً اللوم للسر قدور: شنو يا قدور .. يعني بنتنا دي ما عجبتك وللا شنو؟ فأجاب السر قدور، كيف لم تعجني، ثم أردف قائلاً: أدوني ورقة وقلم، فلم تصدق الفتاة وأحضرتها على وجه السرعة من داخل المنزل .. وهنا قال السر قدور لأحمد المصطفى كيف يا أبوحميد تقول البنت دي ما عجبتني .. مضيفاً (دي زي القمر والله) وقد انهمك في كتابة النص فوراً: دي زي القمر … والله أحلى من القمر يا حلوة يا ست البنات .. يا متعة للحب والنظر طولتي بتخبي الغرام … الليلة في عيونك ظهر في بسمت في رقصتك .. في خدودك الحلوين زهر خلاك أحلى من البنات .. والله أحلى من القمر ثم قام بتسليمها للفنان ابن البادية، ولم يمض أسبوع واحد حتى كانت تبث من الإذاعة كأجمل أغنيات صلاح الخفيفة .. وشكراً للسر قدور وابن البادية وأطال الله في عمريهما .. وربما أصبحت تلك الفتاة الحسناء الآن (حبوبة) .. من يدري