أعلن مكتب رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك أمس الاحد الموافق، أن رئيس الوزراء سيقوم بزيارة القيادة العامة للقوات المسلحة والالتقاء بكبار القادة والضباط وذلك في الحادية عشرة من صباح اليوم الاثنين. ووجهت الدعوة لأجهزة الإعلام لتغطية الزيارة. واجتمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء الانتقالي د. عبد الله حمدوك اليوم بقيادات الجيش السوداني، بمقر القيادة العامة للجيش السوداني وبحضور وزراء شؤن مجلس الوزراء، الدفاع، المالية، الخارجية والاتصالات – بحسب وكالة سونا للأنباء. وقال رئيس الوزراء، في تصريح صحفي عقب الاجتماع: "إن هذه الزيارة تأتي في إطار ما ظللنا نردده حول النموذج السوداني القائم على الشراكة بين المدنيين والعسكريين في هذا الانتقال المعقد ووضع اللبنات الصلبة لبناء نظام ديمقراطي راسخ ومستقر". وأضاف حمدوك أن السودان لم يستطع تحقيق المشروع الوطني المستقر لخمسة وستين عاماً، مبينا أن ثورة ديسمبر اتاحت فرصة وامكانية كبيرة لبناء المشروع الوطني السوداني. وأكد أن أهم متطلبات المرحلة الانتقالية هي بناء جيش وطني مهني موحد ومحترف، وقال: "نحن نسير في هذا الاتجاه". وكشف حمدوك أن لقاء اليوم أتاح فرصة لتلقي تنوير ضافٍ من قيادة القوات المسلحة حول تاريخها وتكوينها وأفرعها واعتبر الزيارة بداية حوار لتطوير مؤسسة الجيش. وكان قبلها قام حمدوك بزيارات شملت ضباط الشرطة، وجهاز الأمن والمخابرات الوطني، بيد أن زيارة قلعة الجيش أثارت غباراً كثيفاً، واعتبرها مراقبون مهمة، خاصة أن السودان مقبل على مؤتمر المانحين بفرنسا، وكانت دول مثل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي قد أبدت قلقها من قبل على سيطرة الجيش على الموارد الاقتصادية. ويرى مراقبون أن دخول حمدوك اليوم لمعقل الجيش بمثابة رسالة تطمينية للمجتمع الدولي. الكاتب والمحلل السياسي حاتم إلياس وصف ل(مداميك) الزيارة ب"العادية، ويجب عدم تحميلها أكثر مما يجب، لقاء روتيني بحسب رؤيتي، تأخر قليلاً، وأهم رسائله ستكون في بريد المشككين في توتر علاقات المدنيين بالعسكريين، وتأكيداً لحالة الانسجام بين المكونات". إلياس واصل حديثه في ذات الاتجاه: "يجب أنَ لا ننسى أن حمدوك هو رئيس الحكومة الانتقالية، والجيش أحد مسؤولياته، ويواجه ضغوطاً كبيرة في الجبهة الشرقية، وتأتي الزيارة برفع معنويات الجيش من أهم رجل في المرحلة الانتقالية". الكاتب الصحفي والمحلل السياسي منتصر إبراهيم رد قائلاً: "ربما في إطار تعزيز الشراكة النموذجية التي تحكم علاقة الفترة الانتقالية؛ والذي أطلق عليها النموذج السوداني الفريد"؛ لكن إبراهيم يعود ويقول: "من المؤسف أن تظل أخبار زيارته للجيش محل تساؤل؛ لأن ذلك يشي بأن نموذج الانتقال غير مكتمل، ولا زالت هناك جزر تفصل بين الأطراف"؛ ويواصل إبراهيم حديثه ل(مداميك): "رئيس الوزراء قد يكون أوفى بكثيرٍ مما عليه من التزامات في إطار تسيير جهاز الدولة، ولكن المؤسسة العسكرية محلك سر، لم تعمل في اتجاه الإيفاء باستحقاقات الانتقال بما هو مستحق وواجب كقضايا الهيكلة والترتيبات الأمنية، بما يتطلب خروج الجيش عن السياسة". ويختم إبراهيم بالقول: "ربما يتحمّل رئيس الوزراء مسؤولية ذلك، لأن رؤية إصلاح نظام الحكم وهيكلة الدولة هي رؤية سياسية مدنية، ولطالما لم تتكامل كل هذه الأدوار المطلوبة، فلن تخرج زيارته للجيش عن كونها عملية علاقات عامة لتوحي بأن كل شيء على ما يرام، وإن كان الواقع يكذب ذلك". مداميك