الضحك على الذقون: كتب الأستاذ ياسر عرمان والأستاذ ابراهيم الشيخ وبعض الصحفيين على صفحاتهم مقالات قصيرة المحتوي وقصيرة النظر عن إفطاريين رمضانيين أقامتهما الحركة الاسلامية في الرابع من رمضان الجاري (والرابع من رمضان هو تاريخ المفاصلة بين تيار الترابي من جهة وتيار البشير وعلى عثمان من جهة الذيٓن اعتمدا على مذكرة العشرة وهي مذكرة نددت بسلطة الترابي على القرار السياسي بعد عقد كامل على سيطرة الحركة الإسلامية على حكم السودان). وبالعودة الى قصر نظر الذين كتبوا عن الافطارين رغم وزنهما السياسي الا أن اطلاقهم على الفعالية الرمضانية مسمى (إفطار الاسلاميين) فيه قصر نظر واضح ، فهناك فرق كبير بين الاسلاميين والحركة الإسلامية التي هي حركة سياسية تضع نصب عينيها الاستيلاء على السلطة ، أما الاسلامي فهو شخص مُعلٓق بأشواق تاريخية لحكم اسلامي يستند لتاريخ متخيل ظهر في القرن الثاني الهجري. فالاسلاميون اليوم (لحم راس) منهم من جلس في بيته منذ الانقلاب في 1989، ومنهم من خرج بعد انتفاضة الشباب في 2013 من المؤتمر الوطني ، ومنهم من (تبع) الترابي في 1999 وتبعثر معه بين المعارضة ثم العودة لطاولة الحوار مع النظام في ما يعرف بحوار الوثبة. ومنهم من التزم برأيه الخاص وظل (قاعداً) في حزب اسمه المؤتمر الشعبي مع تحفظاته على ممارسات قيادته التاريخية. هؤلاء هم الاسلاميين ويظلوا بهذا الوصف المتأرجح بين الخمول والنشاط، وحينما ينشطون يشنطون في كيان جامع اسمه الحركة الاسلامية، وهي كما أسلفنا حركة تعمل على حكم السودان والعودة مرة أخرى. والسؤال الذي يجتاج الى اجابة في موضوع الإفطارين هل يحق لكائن من كان أن يمنع إفطار الاسلاميين؟ الإجابة بكل تأكيد وطالما أننا في دولة ديمقراطية هي أنه ليس من حق السلطة منعهم من إقامة افطاريهم لأن الإفطار في هذا الوضع سيكون إفطار اجتماعي يجتمع فيه أشخاص ربطتهم اشواق وتاريخ اجتماعي واحد (إن صدقوا)، أما إن كان الإفطار إفطارا تنظيميا دعت له حركة تعمل لإستعادة سلطتها المسلوبة عندها يكون من الواجب منعهم لأنهم يمثلون النظام الذي ثار ضده الشعب السوداني في ثورة ديسمبر العظيمة. في الإفطار الأول اصدرت لجنة إزالة التمكين بياناً جاء فيه أن السلطات اعتقلت أعضاء بعضهم في مواقع أمنية وعسكرية (أعتقلتهم عند باب الساحة) وبعدها لم نسمع عن اجراء تحقيق أو فتح بلاغات في الذين جهزوا للإفطار بتقديم الدعوات للأعضاء واستقطاب الدعم المكلف للافطار وحددوا الموعد وحجزوا الموقع، مما يؤشر على التعامل اللا مسئول مع تجمع الحركة الإسلامية. وكأن الأمر ليس سوى إفطار لأسلاميين جمعتهم صلات غير تنظيمية. إن التعامل الفطير من قبل السلطة ممثلة في الحكومة وفي معيتها لجنة التفكيك حفز الحركة الإسلامية للقيام بإفطارها الثاني. وما لم تُسبِر السلطة أغوار الافطار الثاني سيكون هناك إفطارات ثالثة ورابعة وعاشرة. وطالما سياسيونا يسمونها إفطارات الإسلاميين ستظل الحركة الاسلامية تنظم نفسها للإطاحة (بالنظام الجديد) أيوة (نظام جديد) ظل يضحك على ذقون الشعب السوداني منذ العاشر من أبريل 2019 . أخيرا هل يمكن أن يجتمع إسلاميين إثنين دون التفكير في الت0مر على الديمقراطية؟ إنها الحركة الإسلامية يا سادة.