تحصل "الترا سودان" على مستندات رسمية بشأن إغلاق وترحيل مصنع الشركة الدولية التابع لجهاز الأمن والمخابرات الوطني سابقًا، من منطقة صواردة في منطقة عبري التابعة لمحلية حلفا بالولاية الشمالية. وقرر وكيل قطاع التعدين السابق د. محمد يحيى، وفق قراره الصادر في 19 آذار/مارس 2020م بالرقم (18)، إيقاف وإزالة مصنع شركة أعمال التعدين الدولية بمنطقة صواردة، ومنع القرار التصديق لأي شركة في المستقبل بالموقع. وأشار ذات القرار إلى تجفيف سوق المعدنين بصواردة، مع إلزام الشركة بمعالجة مخلفات المصنع والآثار البيئية المترتبة في المنطقة. إلى ذلك حدد مدير وحدة عبري الإدارية التابعة لمحلية حلفا بالولاية الشمالية أسامة عبدالله، مدة زمنية محددة ب(21) يومًا، وفق خطاب رسمي صادر في الثالث من أيار/مايو الجاري لترحيل المصنع إلى الموقع الجديد بجبل أبوطاقية. في ذات السياق قال سكرتير اللجنة السداسية بالخرطوم، هيثم شرف الدين ل"الترا سودان"، إن قرى "واوا، شمتو، صواردة، عبود، كويكا، إرو" المكونة للجنة السداسية بوحدة عبري الإدارية؛ تعد الأكثر تضررًا وبصورة مباشرة من تشغيل مصنع الشركة الدولية. وأوضح شرف الدين تفاصيل المناهضة التي استمرت لأكثر من أربع سنوات لأجل إيقاف مصنع الشركة وسوق التعدين بصواردة، ومضى بالقول: "نفذنا العديد من الوقفات الاحتجاجية بجانب اعتصام المواطنين أمام المصنع في العام 2019″. وأشار سكرتير اللجنة السداسية إلى مواجهتهم العديد من المصاعب إبان العهد البائد متمثلة في سجن عدد من المناهضين للمصنع بجانب الاعتقالات المتكررة والضرب والإصابات المتعددة بالجروح بواسطة جهاز الأمن بحسب قوله. وأكد هيثم شرف الدين تبعية مصنع أعمال المجموعة الدولية للتعدين لجهاز الأمن، قبل أن يتحول عقب سقوط النظام لإدارة الجيش. وقال عضو اللجنة إن مناهضتهم للمصنع الذي يبعد عن قرية صواردة فقط حوالي أربعة كيلومترات، جاءت عقب إضراره بالمنطقة ومياه النيل وإصابتها بالتلوث البيئي إضافة لانتشار العديد من الأمراض وخاصة السرطان وتشوهات الأجنة بجانب نفوق عدد من الحيوانات. كاشفًا عن إجرائهم لدراسة علمية أثبتت تلوث البيئة بالمواد الكيميائية التي يستخدمها المصنع في استخلاص الذهب كمادة السيانيد والزئبق الذي يستخدمه المعدنون التقليديون، فيما يعتمد المصنع على مخلفات المعدنين المعروفة محليًا ب"الكرتة". مشيرًا إلى أنهم تمكنوا عقب سقوط النظام البائد من اقتلاع قرار وزارة المعادن بإغلاق وترحيل المصنع إلى منطقة جبل أبوطاقية الذي يبعد نحو (46) كلم من المناطق السكنية. واتهم عضو اللجنة فلول النظام المباد بالعمل طوال الفترة الماضية على عرقلة وتأخير صدور وتنفيذ القرار لما لديهم من مصالح خاصة، بجانب مماطلة المصنع في ظل ما أسماه بتراخي الشركة السودانية للموارد المعدنية، بحسب قوله. ونبه إلى كل العراقيل تم تجاوزها عقب تعيين مدير الوحدة الإدارية بمنطقة عبري، وأضاف: "للأسف بقايا النظام في الوحدة الإدارية كانوا طوال الفترة الماضية يعملون على تأخير وعرقلة صدور القرار". اقرأ/ي أيضًا: إضراب بمطار الخرطوم السبت المقبل يهدد بإلغاء جميع الرحلات الجوية واصفًا ما جرى بالانتصار، مؤكدًا على أن الثورة غرست الإصرار والتمسك بالمبادئ في سبيل الوصول للغاية، مبديًا عدم ممانعتهم للتعدين بصورة عامة حال تم الأمر بصورة علمية مع مراعاة البعد الآمن من مناطق سكن المواطنين. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، تمكن المحرر من دخول المصنع على الرغم من الحراسة المشددة بواسطة سيارات دفع رباعي تحمل لوحات هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات بالأرقام التالية (ج أ و ه ع 904 و 907)، ووقف المحرر على تسرب المياه من الصهاريج الخاصة باستخلاص الذهب المعروفة ب(CIL).