هاشم عبد الفتاح إن كان فعلاً أن الحزب الشيوعي اتخذ قراره النهائي والحاسم لإسقاط حكومة حمدوك فكان ينبغي له أن يعجل أولا بخطوة (القفز) خارج أسوار الحكومة التي يريد إسقاطها ويسحب كل كوادره وقياداته التي تنتمي لهذه الحكومة عبر لافتات وواجهات أخرى متعددة, لا أحد يشك في أن كوادر هذا الحزب ربما أحكمت قبضتها تماماً على مفاصل الدولة ومؤسساتها وخدمتها المدنية في محاولة أشبه (بالتمكين القديم) ..!! سألت قبل أيام أحد الكوادر الشيوعية النشطة ..ووجهت له هذا السؤال: لماذا تريدون إسقاط الحكومة ..؟ قال: لأنها حادت عن مسار الثورة ..!! قلت: ولكن لماذا لا تعملون على تصحيح مسارها ؟!! قال: لا نستطيع, لأن جماعة (الهبوط الناعم) سيطروا تماماً على (قيادة السفينة) وساروا بها في الاتجاه المعاكس للثورة وضد رغباتها وأشواقها ..!! قلت: ومن تعني تحديداً بجماعة (الهبوط الناعم) ؟!! قال: هم معروفون بالنسبة لنا وحتى الثوار يعلمون ذلك ..!! قلت: دعنا نذكرهم بالتحديد للشهادة والتاريخ ..!! قال: هم مجموعات وقيادة نافذة في أحزاب (الأمة والمؤتمر السوداني وبعض مجموعات الحركة الاتحادية, بالإضافة إلى المكون العسكري بالمجلس السيادي, وبعض حركات الكفاح المسلح)، فهذه المجموعات معروفة لدى الحزب الشيوعي بالتماهي والتراخي مع رموز النظام القديم..!! قلت: طيب, كيف تدعون لإسقاط الحكومة وأنتم بداخلها؟ قال: نحن الآن خارج هذه الحكومة تماماً ولم نقدم ولا قيادياً واحداً لهذه الحكومة ..!! قلت: يا أستاذ الحزب الشيوعي لازالت لديه قيادات دستورية ومشاركة في هذه الحكومة ..!! قال: أذكر لي واحداً منهم .. قلت: كان هناك الدكتور أكرم محمد التوم وزير الصحة ووالي الجزيرة الحالي عبد الله إدريس وغيرهم ..!! قال: الدكتور أكرم استقال أيضاً غاضباً بسبب عملية الهبوط الناعم ..أما والي الجزيرة الحالي فجاءت به لجان المقاومة ولا شأن لنا به ..!! قلت: طيب وعلى ماذا تراهنون لإسقاط الحكومة ..ماهى أدواتكم وآلياتكم؟ قال: يا أستاذ نحن الآن في الحزب الشيوعي نسيطر تماماً على الشارع وعلى لجان المقاومة, فيمكننا في أي لحظة العودة للشارع وتغيير (منصة الثورة) بشركاء جدد ..! قلت: ومن هم حلفاؤكم في القوى السياسية والثورية الأخرى؟ قال: الحزب الشيوعي يتحرك الآن بشكل كثيف ووضع برنامج شامل لعد اللقاءات والاتصالات لحشد أكبر تحالف سياسي لإسقاط هذه الحكومة. قلت: وهل فعلاً بدأتم في تنفيذ خيار الإسقاط هذا؟ قال: نعم بدأنا في تفاهمات وتوافقات مع حزب المؤتمر الشعبي (ربيب المؤتمر الوطني المعزول) ومع بعض حركات الكفاح المسلح الرافضة لوثيقة سلام جوبا .. قلت: لا أعتقد أن الشارع يمكن أن يخرج تحت قيادة الحزب الشيوعي لإسقاط الحكومة ..!! قال: ننتظر ..فالشارع لا يخوننا..!!
