نعم .. الاوطان تتداعي و تنهار وتموت أيضا .. وقد اورثتنا الإنقاذ وطنا قد شبع تداعيا وموتا .. ولكنها يمكن أن تبعث وتحيا من جديد .. اذا اراد الشعب لها الحياه .. جئنا لثورتنا باحلامنا الكبيره وشبابنا المستطيع .. تشاركنا جميعا سحب نعش كريه .. تخلصنا من أكبر كابوس امتص رحيق وطننا وشبابه الزاهر .. صحيح أننا لا نزال نعالج مخلفات هذا الكائن النافق المسمي زورا وكذبا بالانقاذ .. ولكن هذا لا يعفي كل من تسلق عرش ثورتنا الظافره أن يكون بقدر قامتها الساميه وايقاعها العجول .. وللاسف بدأ حلمنا الكبير في التراخي .. علي ايادي تبنت ثوره شعب مجيده .. فكانت دون المطوح بكثير . . عسكر علي مدنيين .. لا نشك ابدأ في نواياهم الطيبه ووطنيتهم الغيور .. ولكنهم خابوا في تحقيق اللحظه التاريخيه التي نرغب في أن يكون عليها حال بلادنا حتي الآن .. دعونا نقول أنهم جميعا بلا استثناء .. ليسوا رجال المرحله .. وليسوا بقامة الثوره الظافره . بلاد مكنوزه بالثورات والأراضي .. وساسه منشغلون بالمحاصصات وتقاسم أكوام الزباله ومخلفات الإنقاذ .. وشعب يموت .. يتهافتون علي تركه الاب وبلاده المخروبه .. تحدثنا لهم : هنا ارض عزراء تنتظر بذره لتنبت لكم ارسال وعدا وتمني .. هنا معادن نفيسه يدوس عليها جنودنا الاشاوس الشجعان الذين يستطيعون فض أعتي اعتصامات الشعوب ويرفعون لكم التمام بانتهاء المعركه دون خسائر في طرفكم .. هنا شباب متحمس للبناء رهن توجيهاتكم الساميه بضربه البدايه .. هنا السودان ارض الخير .. ولكنهم .. لا يرغبون في السماع .. أو .. لا يسمعون اصلا اختاروا طريق (مد القرعه) علي المنجل والطوريه .. اختاروا الطريق السهل الذي يحقق لهم رغباتهم العاجله الملحه ويؤمن لهم امتيازاتهم ومخصصاتهم .. الطريق الي الرياض وأبوظبي وباريس وتل أبيب .. يجمعون فتات الكبسه والبيتزا المعطوبه .. لا يبالون أن كان بستقبالهم (سقا ) من العائله المالكه أو حتي كلب به قلاده الاتحاد الأوربي .. باختصار .. كان حلمنا .. أن يفجروا طاقات بلادنا الكامنه التي نتيقن وجودها .. أن يسعفوا الحال لحين مجيء الطبيب .. يهبوا أرضنا المسلوبه بعض حياه لنتنفس هواء افضل نسكين به من عفر النضال الطويل .. ولكن يبدوا أن طريقه اسعافهم كانت كلها خطأ في خطأ .. وجراحتهم كانت بدون مخدر .. ومع ذالك لا يحالفها الا الفشل الزريع .. وبدلا من أن يشرعوا في حمله حنبنيهو التي كانت شعارا متحمسا تزفره انفاس الشباب .. يسندونهم ويعينونهم بحمل معاول البناء .. بدأوا في قتل هذا الشعار .. وبدأت الثوره تاكل أبناءها المخلصين .. بدات الأرض تشهد تمكينها جديد .. انقلبت الكفاءات الي كفوات .. وصارت كلمات حمدوك المسكين بالعبور والانتصار .. مجرد أصداء باهته لا يكاد يسمعها أو يكترث لها أحد .. ويتمدد الصبر .. ونحزر من أن ينفد .. وينفرد الصبر بالفعل .. ينفد تماما .. وتنجب أمتنا صبرا جديد ..ومره أخري نصبر للصبر الوليد ليكبر ويبلغ الرشد ثم يشيخ ويموت بلا ثمرات أو فائده تذكر .. فنحن أمه لا تنجب الا الصبر .. ونخشي هذه المرة أن نعقم عن إنجابه .. لا اريد أن نصف لكم حال بلادنا التي تعلمها جميع كائنات الأرض والسماء أيضا .. السيد حمدوك .. هل لديك جديد ام هو نفس الايقاع البطيء كما مشيتكم الوقوره .. الساده الحكومه المدنيه والعسكرية وشبه العسكريه : أن كان هذا اخر ما في جرابكم .. فارجوا شاكرا تقديم استقالاتكم جميعا .. جميعا بلا استثناء .. اتركوا مفتاح القصر تحت العصر الحجري الذي ارجعتمونا إليه ولا شكر علي واجب