بعد نحو شهر من الصراع المرير مع فايروس كورونا اللعين ، احاول معاودة الكتابة لطمأنة النفس بأنني ما زلت حيا ارزق.ويالعودة للشأن العام بعد مراجعة كل ما تم تسجيله، ستصل الى نفس النتيجة قبل التغييب الاضطراري .واعيد كل من درس المدارس الثانوية الحكومية في السودان الى ذلك المعلم الذي يسمى الضابط المناوب او المشرف اليومي.فمهمته ادارة يوم دراسي معد سلفا وكتابة تقرير يومي عن مساره ويطلع عليه المدير والوكيل.اتحدى اي من تقلد منصب المدير إن لم يجد جملة ثابتة تشتكي من تأخر المعلمين في دخول الحصص.لتفاجأ ان كل المعلمين بنهاية دورة الأشراف اليومي قد اتهم بقية زملائه بهذا القصور.لكن اللافت هو عدم إدانته لنفسه.اذا قست هذا السلوك وطبقته في كل المرافق ، ستجد نفس الفهم والسلوك.والسودان تجميع لكل هذه التقارير اليوميةليس في المرافق الحكومية فقط،بل في كل عمل جماعي اجتماعيا كان أو سياسيا.نهاية باجتماعات وتقارير الوزارات ومجلس الوزراء والسيادة وغيرها.لذلك لا أعول كثيرا على نتائج أي اجتماعات او تغيير وزراء اوتعيين ولاة .ولست متفائلا حتى بالمجلس التشريعي.واصدق تعبير على أن الأزمة تشمل الجميع.التصريح الأخير للمؤتمر الشعبي الذي أشاد فيه بالحزب الشيوعي ودعوته إلى مشاركته في اسقاط الحكومة!!؟ومن هذا الموقف.لا يثق الفرد في الآخر الآخر المخالف. فهو خائن او عميل.وسينسحب ذلك على مجموعته إن تمت تصفية الواقف على طريقة انا واخوي على ابن عمي وانا ابن عمي على الغريب. نحن نمارس سلوكا فرديا ولا نشعر بسوئه الا اذا مسنا من الآخرين ما لا نرجوه. السؤال المقلق: وهل من حل ؟وكيف الخروج؟ توصيف حلتنا يسمى بالقصور الذاتي للمجتمع.وهو ثبات مجتمع على حاله .والخروج عبر طريقين هما .المبادرات الذاتية لبعض الذين احتكوا بمجتمعات وثقافات أخرى لها اهميتها في مجتمع يعتمد على التقليد.او ضغوط وتدخلات الخارج وهو بالضبط ما نعيش أجواءها.وحتى ذلك الحين سيظل المضارب يعتقد جازما بأنه يؤدي عمله الذي يتقنه ليعيش ولا يرتكب جرما في حق الوطن او الآخرين