1- لم يعد يخفى على احد، ان "حميدتي" قد اصبح هو بلا جدال" سوبرمان" النظام الحاكم في الخرطوم، وان الكل في عضوية مجلس السيادة بجناحيه المدني والعسكري يعتبرونه الرئيس الفعلي للبلاد!! ، وان الوزراء في الحكومة الانتقالية لا ينتقدون تصرفاته وقراراته!!، وان كبار المسؤولين في جهاز الخدمة المدنية اصبحوا يخضعون لتوجيهاته، والقادة العسكريين والضباط يمتثلون لاوامره وينفذونها بدقة، وانه قد اصبح (المكوك) السوداني يلف ويدور من دارفور والخرطوم الي جدة والرياض وابوظبي، وتارة في انجمينا وجوبا، ما ان نسمع باخبار وصوله الي بورتسودان حتي نجده في اجتماعات اديس ابابا!!…انه ظاهرة نادرة لم نعرف لها مثيل من قبل في تاريخ السودان!! 2- لم يكن من المستغرب علي الاطلاق، ان تقوم الحكومة التركية بدعوة "حميدتي" لزيارة انقرة في زيارة رسمية من اجل المباحثات الهامة وخاصة قضايا ترقية العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بين البلدين، بجانب التنسيق والتعاون فيما يلي القضايا الإقليمية والدولية، فالحكومة التركية عندما وجهت الدعوة ل"حميدتي" متجاهلة الرئيس البرهان، كانت مدركة ان الرئيس الفعلي و"الدينمو" المحرك للنظام الحاكم في السودان هو "حميدتي" وليس احد اخر غيره!!، وانه هو بالتحديد من يستطيع تنفيذ ما يتمخض عنها اجتماعات انقرة!! 3- شيء اخر هام لابد انه كان في حسابات حكومة انقرة عندما وجهت الدعوة ل"حميدتي"، ان البرهان كان قد التقي في شهر فبراير2020 برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين، وانه بهذا اللقاء قد سعي جادآ الي تطبيع سوداني بلا شروط او قيود مع اسرائيل، وبما ان تركيا تعتبر اسرائيل دولة عنصرية فبالتالي البرهان غير مرحب به في تركيا!! 4- ويبقى السؤال القوي مطروح بشدة، هل حقآ سعت تركيا في دعوتها زيارة "حميدتي" من اجل ترقية العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بين البلدين، بجانب التنسيق والتعاون فيما يلي القضايا الإقليمية والدولية كما جاء في الصحف؟!!، ام ان الامر له علاقة بالمستجدات التي حدثت في ليبيا مؤخرآ ووجود مرتزقة سودانيين يقاتلون الي جانب الجنرال حفتر؟!! 5- هل حقآ سعت تركيا في دعوتها ل"حميدتي" من اجل ترقية العلاقات بين البلدين؟!!، ام من اجل التنسيق السياسي والعسكري سرآ بين افراد الفلول السودانيين الذين فروا الي تركيا واغلبهم مطلوبين للعدالة "حميدتي " قائد قوات الدعم السريع؟!! 6- من منا لا يعرف ان "حميدتي" شخص متقلب لا يستقر علي حال واحد او مبدأ ثابت، فهو قد: انقلب علي اهل دارفور، واذاقهم الذل والعذاب… انقلب علي ابن عمه موسي هلال، وسجنه وتفنن في تعذيبه… انقلب علي البشير ولي نعمته… انقلب علي المعتصمين امام القيادة العامة، وقتل منهم المئات… هو من تسبب في ضياع ارواح نحو (1500) جندي في سهول اليمن… هو من اتهمه الغرب بتاجيج الصراع في ليبيا… 7- ياترى، ماذا سيتمخض عن لقاء "حميدتي" مع الحكومة التركية…او مع بقايا الفلول في انقرة؟!! [email protected]