يحتفل العالم هذه الايام ب(يوم اللاجئ العالمي) ، ولعلها مناسبة لتسليط الضوء على المؤسسة الاهم في السودان والتي تعنى بشؤون اللاجئين وهي معتمدية اللاجئين. معتمدية اللاجئين من المؤسسات الحكومية ذات الوضع الحساس ، فهي المعنية بالتنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير احتياجات اللاجئين الذي تتزايد اعدادهم يوما بعد يوم، كما ان ملف اللاجئين يرتبط بأمن وسيادة البلاد بصورة كبيرة مما يستوجب من الحكومة اهتماما وعناية اكبر. معتمدية اللاجئين تتبع اداريا الى وزارة الداخلية ،اي ان وزير الداخلية الفريق عزالدين الشيخ، الذي تتبع له المعتمدية من الناحية الإدارية هو المشرف المباشر عليها، وقد قام منذ توليه منصبه وزيرا للداخلية بزيارتين الى المعتمدية ، والمتوقع ان الوزير الشيخ قد استرعى انتباهه الوضع في المعتمدية سواء من الناحية الادارية او عما يجري فيها من ضعف هيكلي ومؤسسي يهمس به تارة ويجهر به تارة اخرى موظفي المعتمدية، ولا اعتقد ان كل ذلك غائب عن سعادة الوزير على الأقل بحاسة رجل الأمن والشرطة. قدامى الموظفين بالمعتمدية يصفون الاوضاع فيها بانها تتدهور يوما تلو الآخر ، وعلى الرغم من السيل الكبير الذي تواجهه البلاد من موجات اللجوء من دول الجوار الى ان وصل الرقم الى اكثر من مليون لاجئ، إلا أن العناصر العاملة الضعيفة وفراغ منصب المعتمد يزيد من حدة التدهور في المعتمدية، ويمكن الحكم بعدم حصول إدارات المعتمدية على مبالغ لتسيير عملها لأكثر من ثلاثة أشهر، بأسباب عدم ثقة المندوب السامي للاجئين في هياكل المعتمدية الادارية التي لاتتمتع بالكفاءة اللازمة حيث انها ما زالت على ممارساتها السابقة في الفساد والتجاوزات،و التقارير الإعلامية التي تحدثت عن الفساد المكشوف لقيادات بارزة في المعتمدية ورغم ذلك فإنهم ما يزالون في مناصبهم قد شكلت الرأي العام لدى المندوب السامي وجعلت ثقته تهتز في التعامل مع المعتمدية وتوفير أموال الداعمين لمشاريعها. إن المرحلة التي تعايشها الآن معتمدية اللاجئين تعتبر مرحلة ما قبل "الرمق الأخير "، فهي على خلو مناصب حساسة مثل منصب المعتمد، وإبعاد عناصر فعالة؛ لديها قدرتها على إقناع المندوب السامي والداعمين الدوليين مما يتطلب تدخل وزارة الداخلية بصورة عاجلة في إجراء التحقيق اللازم والشفاف حول ما يجري في المعتمدية وازالة التشوهات بها وفوق ذلك تعيين معتمد كفء بصورة عاجلة ليعيد الامور الى نصابها ويعيد الثقة الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية والمانحين للقيام بدورهم كاملا في التعاون مع مؤسسات الدولة السودانية.