وحقا فالخطيئة لا تولد معنا ولكن المجتمع يدفعنا اليها. وقد كنت في بيت الله الحرام اطوف حوله . وكم هي رائعة تلك اللحظات بنقائها وطهرها. وكم جميل ان تدعو الله ان يغفر لك. وفي لحظات طوافنا اذا بالبعض من حولنا يبكون بكاءا مرا. فخنقتني العبرة..فترقرقت عيناي بالدموع.. فهنا حقا تسكب العبرات خضوعا لله واجلالا لعظمته. وهنا حقا تكون ذليلا تدعو الله ان يحسن خاتمتك. ولم لا فالعمر قد يشارف على الاندلاق في اي وقت. ودقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني. فنحن جميعا قادمون الي فوهة الحشر .... وكم نخاف جميعا من ذلك اليوم . وهذا ما يجعلنا نعض أصابع الندم على كل صغير الهفوات وكبيرها . فلا أحد منا لم يخطيء. ولا احد منا لم يتكاسل عن الصلاة . ولا احد منا لم يغتاب آخر. ولا احد منا لم يكذب. ولا احد منا لم يغازل حسناء. ولا احد منا لم يغش. ولا احد منا لم يغلو. و لا أحد منا و لسنا ملائكة لم يعصي الله بصغيرة او كبيرة ، لذا فاننا جميعا نطلب من الله الغفران هنا . وان كنا كثيرا نخاف سقف مطالب الحشر. وما فيها من عذابات تقشعر لها الابدان. وجميعنا يخاف عذاب القبر. ويخاف ضيق القبر. ويخاف دود القبر . وفقط نعود وننسي ونغرق في ملذات الحياة. وفقط نحاول أن نتجاوز ذلك الخوف وتدليك الألم وتهدئته. وكلنا يظن ان السعادة هي جوهر علاقتنا بالوجود والحياة الزائلة ، فقد تنسينا الحياة الممتعة اخرتنا. فننغمس ونعمل على اشباع الانفس. وكأن لحياتنا معنى و هدف يجعلنا نصل لشعور عميق و امتلاء نفسى داخلى ينتج عنه سعادة وقتية غامرة. وان كانت سعادتنا الحقيقية في ارضاء الله. لذا فقد تجدنا نغالب دموعنا في بيته. وكل امانينا ان نكون قد ارضيناه. وان لا تمس النار اعيننا. حيث قال النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) فلا يستطيع البكاء من خشية الله سبحانه إلا ذو القلب المؤمن. فالحب الحقيقي هو ما وقر في القلب و كان لله وهو الحبّ الوحيد الذي يقدر له الخلود الأبدي، ولا يضره الانقطاع المؤقت بالموت، أما المحبات الأرضية فهي زائلة. وكم هي حافلة حياة الانسان بالعديد من الأفعال ( عبادة وأكل، شرب، رياضة، نوم، كتابة، قراءة….. ،) فكم تكون سعيدا ان اديتها برضي. وحقا فالعلم الذي نكتسبه في حياتنا يكون قاصرا في ادراك معني السعادة وقد يكون قاصرا في ادراك سر الحياة وقد يكون قاصرا في ادراك سر الموت. نعم قد توقف العلم حائرا امامهما. فلم يكتشف حتي الآن لم يخاف الانسان من الموت. ولم يخاف من كل ما يذكره به. ولم يحب الحياة،