هذا الوطن العزيز الغالي الغني بموارده الذاتيّة المتنوِّعة ، والذي وصّونا عليه جدودنا ،وهم ينشدون :جدودنا زمان وصّونا على الوطن علي التراب الغالي الماليهو تمن !! للأسف الشديد يئن ويرزح تحت وطأة الفقر المدقع والغلاء الطاحن، لأننا بأيدينا غيّرنا أنفسنا ووطننا ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ . ليس الفقر في عمومياته بعيب ،و لكن فقر السودان يعتبر من أكبر العيوب لأن البلد غني بموارده ، إلا تعيس فقير بنُخَبه التي لا تستطيع أن تدير تلك الموارد، أفلا يعتبر هذا عيباً؟ نعم أبكي عليك يا وطني لأن بنيك أصبحوا لا يهمهم أمرك بقدر ما يهمهم أمر الوصول الى الكراسي الذي يتنافسون عليها بالسلم المقدَّس أو بالدسائس والممارسات الغير حميدة. جماعة الانقاذ التي سطت على السلطة ومقاليدها بإسم الدين وتربّعوا على عرش الحكم ما يقارب الثلاث عقود ،عندما ماتت ضمائرهم باعوا بلادنا بأبخس الاثمان ، ونهبوا مواردهاوثرواتها ،وعملوا على إفساد المجتمع السوداني الذي كان يشهد له الجميع بانه مجتمع التكافل والتراحم ، وبأنه معاف من الانانية ويتحلى بحب النفس والعفة والشرف . هذه الفئة الضالة بعد كل هذا تتآمر وتخطِّط للعودةمرة أخرى لنسف ما تبقت من موارد هذا الوطن العزيز المترهل . والمؤسف حقاً أن من هم في السلطة الانتقالية اليوم ( وخاصة المكون العسكري) وإن جاءوا باسم الثورة الا أن أفعالهم لا تمت للثورة بصلة البتة. الجيش الذي من أولى أولوياته حماية الأرواح يزهق الأرواح!! والجيش المنوط به حماية السلطة ،يحاول أن يستولي على السلطة ولهذا يضع الكوابح والعراقيل أمام الحكومة المدنية الوليدة .هناك حقيقة يجب ان يعرفها الجميع وهي أن أكبر مشكلة في سوداننا اليوم – في تقديري المتواضع -ليست الكيزان فحسب بل من يعاونهم ، فالكيزان وإن عملوا ضد النظام القائم فإنهم يعملون خلف الكواليس ، أما عسكر الفترة الانتقالية فقلوبهم مع أهلهم القدام ( الكيزان) ولسانهم مع الثورة . مبادرة حمدوك وإن جاءت متأخرة تراها الغالبية بانها الحل الوحيد للخروج من عنق زجاجة الوضع السياسي المتأزِّم الذي يضيق يوماً إثر يوم. جاءت في المبادرة ما يعلمه القاصي والداني الا وهو التشظِّي الحاصل بين المكونات المدنية المدنية والعسكرية العسكرية ، المكون المدني متمثلاً في قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للثورة ، وكذلك تجمع المهنيين اعترفوا بأن هناك فعلاً تشظي بينهم . أما جماعة العسكر فقد تكابرت وخرجت ببيان مقتضب بعد إجتماع البرهان حميدتي مع القيادات العسكرية بالقيادة العامة، بيان يقول بانهم سمن على عسل . لم يكتف البيان بذلك بل أشار -بالباطن فيما معناه-بأن رئيس الحكومة الدكتور عبد الله حمدوك يطلق الشائعات فلا توجد هناك أي مشاكل بين العسكريين إطلاقا أو ما يعكِّر صفو ودادهم وتحديداً بين الدعم السريع والجيش . يا سيادة البرهان إن أول خطوة لحل مشكلة ما ، هو الشعور بوجود المشكلة وثانياً وضع الحلول المناسبة لها ، فإذا أنت وحميدتي من بداية بيانكم نكرتم وجود مشكلة بينكما !! فكيف ستحل هذا المشكلة الموجودة والتي يعلمها الجميع باعتراف رئيس الحكومة دعك من المواطن البسيط؟ هل وجود الدعم السريع في خارطة الوطن لا يعتبر مشكلة ؟ كيف يكون لبلد جيشان وتسير البلاد على أمان ؟ الا يعتبر وجود الدعم السريع مهدداً أمنياً للبلاد؟ تجربة لبنان ومليشيا حزب الله ماثلة أمامكم إتَّعظوا بغيركم ! وأيم الله حرام ما تفعلونه بهذا الوطن العزيز ، أتركوا التجارة للتجّار ،و السياسة للساسة وعودوا الي ثكناتكم يرحمكم الله، وقبل ذلك أدمجوا الدعم السريع في القوات المسلحة ، ومن أخذ منهم رتبة دون أن يلتحق بكلية حربية إنزعوا منه تلك الرتبة التي نالها حتى وإن كان حميدتي أو شقيقه !! الدولة لكي تكون لها هيبة ووقار ، لايمكن أن تسير ب ( أخوي وأخوك ) بل تسير بالارادة الوطنية الحقّة وبترك المجاملات ، هذا أو الطوفان !!