دفع عدد من الأطباء بولاية القضارف، باستقالات جماعية، أمس الثلاثاء، بسبب ما وصفوه بانهيار الوضع الصحي في الولاية، وذلك بعد أن أمهل المكتب الموحد للأطباء والي الولاية أسبوعاً لتوفيق أوضاع المستشفيات، ومعالجة إشكالاتها. ودعا الأطباء لإقالة مدير عام وزارة الصحة، وتعيين مدير عام كفؤ ومقتدر، يتفاعل مع القضايا الصحية، بجانب تفعيل المجلس الاستشاري لمدير عام وزارة الصحة. وأعلن المكتب الموحد للأطباء، في تعميم صحفي، اليوم الأربعاء، عن خلل في أداء معظم مستشفيات الولاية المركزية والريفية، ما أدى إلى توقف الخدمة في بعضها، وتوقف العمل في حوادث ومعامل المستشفيات عدة مرات خلال الفترة الماضية، وأشار إلى خروج معمل الأنسجة الدقيقة بالمركز التشخيصي عن الخدمة، بالإضافة إلى توقف الغسيل لمرضى الكلى بمستشفى الكلى بصورة متكررة، وتوقف منظار الجهاز الهضمي وجهاز الأشعة السينية، فضلاً عن توفر الدواء بالأسواق، في ظل ما وصفه بفشل وزارة الصحة في توفيره بمستشفياتها، وانقطاع علاج الكلازار لقرابة الشهرين، منبهاً إلى أن حالات الكلازار بالولاية تمثل أكثر من (80٪) من الحالات في السودان. وكشف المكتب عن تحويل مرضى (كورونا) إلى مركز ود مدني عدة مرات، بسبب عدم توفر الأوكسجين، وتعطل جهاز تحضير العلاج الكيميائي بمركز الشرق لعلاج الأورام، مبيناً أن ذلك يحدث في ظل غياب وزارة الصحة حتى عن معرفة موقف الدواء بالمركز وسط انقطاع أدوية السرطان في كل السودان. وأكد مكتب الأطباء توقف العمليات المجدولة بسبب عدم توفر الأوكسجين وأدوية وغاز التخدير، وانقطاع أبسط معينات العمل لا سيما "جونتات" الكشف. وقال عضو المكتب الموحد للأطباء بالقضارف، د. الهادي بخيت، ل (مداميك)، إنهم أمهلوا الولاية أسبوعاً لكنها لم تهتم بالمذكرة التي حوت جملة من المطالبات، مضيفاً أنه بعد انقضاء المهلة وعدم استجابة الوالي للمطالب؛ وضح للأطباء عدم اهتمام الولاية بالشأن الصحي، ما دفع (88) من الأطباء والاستشاريين والاختصاصيين والعموميين لتقديم استقالاتهم، والانسحاب عن العمل في المستشفيات والمراكز المتخصصة اعتباراً من يوم أمس الثلاثاء، بعد تسليم استقالاتهم لوزارة الصحة بغرض توفيق أوضاعها خلال ال (24) ساعة القادمة. مداميك وأضاف أنه بالرغم من كل المشاكل والمعوقات؛ ظل الأطباء يعملون ليلاً ونهارًا من أجل أن يجد المواطن الخدمة والرعاية الصحية اللازمة.