"عمقت أحداث نادي الأمير مساء أمس، جريمة جراح مدينة بورتسودان، ودفعت بها إلى منزلق علينا العمل على حسمه قبل أن يتطور ويقضي على الأخضر واليابس"، بتلك الكلمات القلقة استهل شاهد العيان والطالب بجامعة البحر الأحمر عبد الله حامد الإحيمر شهادته ل(مداميك) على ما حدث ليلة أمس بحي سلبونا ببورتسودان، وأضاف: "كنت خارج النادي جالساً مع وصديقي نتحادث، ولفت انتباهنا ثلاثة أشخاص يستقلون (موتر) – دراجة نارية – توقفوا لبرهة، وكان الراكب الخلفي يبحث في حقيبة ملحقة بالدراجة النارية.. وبدا لنا الأمر عادياً، ثم تحركوا بالدراجة باتجاه نادي الأمير الذي المكتظ في مثل هذه الساعات برواد النادي، ثم ألقى أحدهم أثناء انطلاق الموتر شيئاً ما داخل أسوار النادي، وبعد أقل من ثانية دوّى صوت انفجار داخل النادي". يضيف الإحيمر: "مع صوت الانفجار وصدمة الجميع من المفاجأة وهرج محاولات الهروب من محيط الانفجار انطلق رصاص كثيف من الموتر وأعتقد أن هناك سيارة أخرى لم نلحظ وجودها، وأصاب الرصاص امرأة سقطت فوراً، وعندما وصل البعض لإسعافها كانت قد توفيت، وبعد دقائق ساد هدوء نسبي، ورأيت ثلاث جثث لضحايا، وعدداً كبيراً من جرحى ينزفون ويحاول المواطنون نقلهم إلى حوادث مستشفى بورتسودان بشكل فوضوي". أما السيد علي فضل السيد العامل بالميناء وأحد الذين شاركوا في مطاردة الجناة، فأكد أنهم طاردوا ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون دراجة نارية، وقال: ل"مداميك": "استطعنا القبض على أحدهم بعد أن سقطوا من الموتر، وسلمناه للشرطة التي جاءت بعد وقت قصير، وعززت وجودها في شوارع سلبونا، للقبض على بقية الجناة الذين أعتقد أنهم ما زالوا داخل منطقة سلوبنا، وهناك دعوة من شباب الحي لإقامة دوريات ليلية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة". واستطرد فضل السيد قائلاً: "نعم كانت هناك توترات قبلية فى بورتسودان، وهناك أحياء تقطنها قبيلتا البني عامر والنوبة مثل دار النعيم والميرغنية، وهي منذ فترة تحت حماية وحراسة القوات النظامية، وهي أحياء سكّانها من سكان المدينة ومعروفون للجميع". وأضاف: "لاحظ سكان المدينة منذ ثلاثة أسابيع أشخاصاً غرباء حضروا إلى بورتسودان لا يعرفون الطرق أو السكان، لكن نراهم على رأس أي أحداث تحريض وعنف، والشرطة مطالبة بمعرفة من هم ومن أين جاءوا ولماذا؟ ومن يدفعهم ويتولى الصرف عليهم؟ وتلك مهمة غير صعبة لحفظ الأمن وإخماد الفتنة". جدير بالذكر أن بيان لجنة الأطباء المركزية كشف اليوم عن "إحباط محاولة أخرى لتفجير عبوة مماثلة بفندق البصيري بلازا"، دون التطرق لمزيد من التفاصيل، وأكد أنه تم حصر ثلاث إصابات في أحداث نادي الأمير، اثنتان منها بعيار ناري بينما كانت الثالثة نتيجة لطعن. وكانت حملة حماية الحق في الحياة أصدرت بياناً أمس السبت، أكدت فيه أن عصابات مُسلحة ظلت تطلق "وابلاً من الرصاص الحي" في دار النعيم والميرغنية بهدف الترويع؛ وأشارت إلى أن العصابات بدأت بعد إطلاق الرصاص "في عمليات نهب حي الميرغنية رغم انتشار مركبات الجيش في الشوارع الرئيسية في وضعية توضح أنها كانت تقوم بتوفير غطاء وحماية للعصابات". وكشف بيان الحملة أن قوات من الجيش والاحتياطي المركزي التابع للشرطة قامت بإطلاق النار من أسلحة خفيفة وثقيلة بحي دار النعيم؛ وأضافت أن هجوم العصابات على حي دار النعيم أسفر عن مقتل المواطن أحمد محمد علي. وأشار بيان الحملة إلى أن العصابات جُلبت من خارج المدنية ل "الزج بهم في صراعات غاية في الخطوة بعد استغلال أوضاعهم الصعبة واستدراجهم بالمال ليقوموا بأعمال الحرق والنهب".