* في أخبار الخميس الماضي؛ أن الحركة الشعبية تحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور؛ قد وقعتا إعلاناً سياسياً مشتركاً.. وجاء الإعلان الموقَّع بمدينة كاودا حسب الخبر مؤكداً على إرتكاز وحدة الدولة السودانية على: العلمانية؛ الديمقراطية؛ الليبرالية؛ المواطنة المتساوية اللا مركزية والتنمية المتوازنة.. وشدد الإعلان على الإرادة الحرة لشعوب السودان والوحدة الطوعية وحق تحديد مصيرها ومستقبلها الإداري والسياسي.. الخ. * هكذا جاء مفتتح الخبر بموقع باكر نيوز.. والملاحظ أن العبارات السالفة الواردة في الإعلان لا غبار عليها؛ إن لم تكن مجرد مكررات يلف الزمان دون تحققها؛ وذلك نسبة لتشعب مشكلات السودان السياسية وتباينها وتعدد أطرافها (إختلافاً واتفاقاً)! ففي رأيي أن أي (إتفاق إعلان مقترح) ينأى بالوطن عن سوق الجماعات المتمسحة بالدين فهو أصلح للحياة.. و.. للعملية السياسية. * المُهم في الإعلان بين الحركتين؛ تفهمهما المشترك للعفن الذي يتغلغل في القطاع الأمني منذ أمد بعيد؛ فقد أكّد الطرفان على ضرورة إصلاح هذا القطاع قبل البدء في تنفيذ الترتيبات الأمنية.. و.. اتفقا في مسائل: (إعادة هيكلة القوات النظامية وفق أسس جديدة؛ وحل جميع المليشيات والجيوش والأجهزة الأمنية الخاصة والحزبية والقبلية؛ وإعادة بناء جيش وطني قومي حديث بعقيدة عسكرية جديدة تلتزم بحماية المواطن وأرض السودان والدستور الديمقراطي والقانون وقواعد الدولة). إنتهى. * هذه الدولة السودانية تحتاج إلى قواعد متينة من الإصلاحات الجذرية في شتى المنظومات والكيانات.. لقد أقعد بها تعدد القوات وكلفها أرواحاً ومالاً ووقتاً مهدراً تحتاجه التنمية في عمومها.. والعسكر الأنانيون الطغاة لا يُنمّون سوى الشر والخراب. * هذه الدولة السودانية إذا لم تتخلص من العقول المتخلفة (للعسكر والمليشيات) وتحظى بقوات نظامية حقيقية لا تشوبها الحالة المليشاوية الإرتزاقية الخؤونة؛ فلن تخرج من جب قهرها ومعاناتها وصراعاتها. * إذا كانت لدينا قوات محترمة مؤهلة (أي قوات حقيقية) لما تطاير الدم رخيصاً في أتفه صور الصراع والعبط القبلي..! هذا مثال واحد. * بصراحة شديدة.. صعب جداً أن يتوقف النزيف؛ وصعب أن ينعدل الحال السوداني في وجود برهان وحميدتي على رأس المشهد.. إنهما الشريكان المُكمِّلان لمسيرة (الكيزان) بصحبة سواقط القوى المدنية. أعوذ بالله ——