* مهما تفننت دوائر التحقيق المعلولة والعدالة المشلولة لسَوْقِ الشعب السوداني ناحية الخلاء المُخادع؛ ومهما حاولت هذه الدوائر تغفيله (بالمُسكِّنات) والأخبار والأحداث المصنوعة؛ فإن قضية مجزرة فض الإعتصام في الخرطوم ستكون مع الوقت حاضرة لا تبارح الخاطر..! تكتسب حضورها الإشتعالي من هول المأساة.. إنها شبيهة بالمآسي في دارفور والجهات الأخرى التي أُستبيحت من قبل. * بالأمس سار النائب العام الجديد على خطى سلفه (الحبر) بتدوير المُلهيات التي لا يرجى منها سوى إهدار الوقت؛ بينما الناس ينتظرون أن تكرمهم المرحلة بنائب عام (فوقه الله فقط) يفعل ويحسم أكثر مما يقول.. فقد أعلن النائب العام السوداني مبارك محمود عن إكتشاف مقابر (يُرجّح) أنها لضباط 28 رمضان (عليهم الرحمة)؛ الذين أعدمهم السفاح عمر البشير وجماعته؛ وأن رفات بعضهم تم نقلها إلى الامارات العربية المتحدة لإجراء فحص (DNA). * قد لا يعلم النائب العام أن مثل هذه الأخبار (الميتة) المُعَاد تدويرها؛ لم تعد تثير في النفوس تفاؤلاً بما يعقبها من (تسويفات) وغفلة (غلفاء)! كما أنها أخبار لن تضيف له مجداً.. فالمجد بالأفعال إذا كان الفعل مرجواً يهِزّ الأرجاء؛ مثل أن تتم المحاكمات الفعلية والإعدامات للقتلة (السابقين اللاحقين) وتمتليء السجون بلصوص الحِقب؛ منذ العام 1989 وصولاً لعهد الفترة الإنتقالية بمعتادي إجرامها الحاكمين اليوم. * على هذا النبأ القصير قِس أخبار المشارح المكدسة بالجثث؛ والتي تتضارب حولها التصريحات بين حين وآخر.. كلٌ يحاول التنصُّل مما يليه خوفاً وطمعاً (حِرصاً على العلف)! بينما الأهم هو التركيز على الجناة (الواضحين) وليس على الذين نرجو لهم رحمة الله فحسب؛ وقد (إنطمست) ملامحهم. وبالواضح؛ أعنى (هنا) جناة فض الإعتصام الذين لم تفلح لجنة الرعاديد في تسمية (خيال) منهم؛ رغم طول زمن التقصي.. فلو أوكلت هذه المهمة لأغبى شخص في البلاد لأنجز خلال شهرين ما لا يستطيع إنجازه المدعو رئيس اللجنة في سنتين. * على هامش النبأ أعلاه؛ تخطر الإمارات في صورة (مهزلة)! فلولا القتلة والفاسدين وتخريبهم المفتعل للبلاد لما أحتجنا إلى الإستعانة بدويلة كانت مدفونة تحت الرمل عندما كان السودان علماً بين الأمم. * لقد إستهلكنا كافة العناوين ونحن نكابد أمرنا وسط القتلة المندسين بالسلطة الآن وتابعيهم من الأقذار؛ بمختلف أزياء الإرتزاق.. والسلطة لا تدوم.. غداً تدور الدائرة على أي (كلب) يختبيء بحصانة (الإفلات من العقاب) المعتادة!! ولو كان الإختباء بالسلطة يفيد المجرمين لتعفن كثير من (الكيزان) فوق كراسيهم. أعوذ بالله المواكب