1- من طالع الاخبار القديمة والحديثة التي صدرت في الصحف اليومية احداث يوم الخميس 11/ ابريل عام 2019 -اي قبل (25) شهر من الان، حتمآ لمس فيها اخبارالترقيات السريعة التي شملت اعداد كبيرة من الضباط في المؤسسات العسكرية، وكان اول من نال ترقية عسكرية سريعة هو الفريق/ "حميدتي" من رتبة السابقة الي فريق أول بقرار من الفريق أول/ البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق. 2- بعدها تدفقت الترقيات والتعيينات الفوقية بسرعة البرق، وما مر يوم من الايام التي تلت الانتفاضة، الا وكان هناك خبر عن الاطاحة بالكوم في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية وبالسلك الدبلوماسي، والرفد من الخدمة لمئات الذين شغلوا في العد البائد مناصب ما كانوا يستحقونها لولا الفساد الذي ضرب كل مربع بالبلاد. 3- كل الاجراءات التي تمت بخصوص التعيينات والترقيات وملاحقة بقايا الفلول داخل السودان وخارجه قد تمت بسرعة لم يشهد السودان لها مثيل من قبل، كل شيء تم بصورة كالمعجزة ، ولكن مع الاسف الشديد والمؤلم الي حد فقع المرارة، ان السلطة العسكرية الحاكمة اليوم في السودان قد فشلت فشل ذريع ومخجل في تطبيق القوانين وتنفيذ احكام الاعدام التي صدرت في مدانين بتهم خطيرة، وتعمدت هذه السلطة العسكرية القابعة في مجلس السيادة عدم التصديق علي احكام الاعدامات في (29) مسجون قاموا باغتيال المعلم الراحل / احمد خير، لان هؤلاء القتلة كانوا ينتمون لمؤسسة عسكرية (جهاز الامن والمخابرات) السابق، رفض البرهان التوقيع علي قرار الاعدامات، لان القتلة "رفقاء سلاح"، لذا لايجب تنفيذ القصاص شنقآ فيهم، حتي وان القصاص في القتلة مذكور في القرآن الكريم!! 4- بالطبع، لن تتم محاكمة الجنود التسعة الذين قاموا باطلاق الرصاص يوم 29 رمضان الماضي وادي الحادث الي سقوط شهداء وجرحي لانهم "رفقاء سلاح" البرهان وزمرته العسكرية في مجلس السيادي العسكري !!، لن تكون هناك اي سرعة لتقديمهم للمحاكمة علي امل ان ينسي الناس الموضوع مع مرور الوقت!! 5- كم هو شيء مخجل للحد البعيد، ان السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يتم فيه حفظ جثث الموتي بالسنوات الطوال في عدة مشارح تفتقد ابسط ابجديات احترام الموتي، مشارح الثلاثات فيها لا تعمل بسبب انقطاع الكهرباء!!، الكوادر الطبية التي تشرف علي عمليات التشريح واستخراج شهادات الوفيات قليلة للغاية مقارنة بالجثث المتراكمة امامهم منذ يوم 2/ يونيو 2019 – يوم وقوع المجزرة -، جثث كثيرة تحللت في المشارح واختفت معالمها!! 6- كتبت الصحف المحلية في يوم 19/ ابريل الماضي 2021: ( قالت النيابة العامة إن المشارح في العاصمة الخرطوم أصبحت مهدداً بيئياً، بعد تجاوز طاقتها الاستيعابية 400%، واتهمت هيئة الطب العدلي بعرقلة قراراتها. وتفجرت أزمة تكدس الجثث مجهولة الهوية في مشارح العاصمة الخرطوم، بصورة كبيرة، بعد اعتصام الأحياء القريبة من مستشفي التمييز (الأكاديمي)، احتجاجًا على الروائح المنبعثة من مشرحة المستشفى بسبب تحلل الجثامين. وقالت النيابة العامة، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الاثنين: " نبهت النيابة كل مستويات لحل مشاكل المشارح، ولم تحل حتى أصبحت مهددا بيئيا"، وأشار إلى أن تحقيقات النيابة توضح وجود خلل في المشارح، حيث أن طاقة كل مشرحة من المشارح ال 4 في العاصمة الخرطوم لا تتجاوز المئة، لكن مع تزايد أعداد مجهولي الهوية جعل "الاستيعاب في المشارح يتجاوز ال 400%". وكانت النيابة وجهت هيئة الطب العدلي في أغسطس وسبتمبر 2020، بإجراء تشريح ودفن الجثث الموجودة في المشارح، بعد الاتفاق مع ولاية الخرطوم لتحديد مواقع الدفن. وأضاف البيان: "لكن الخلافات القائمة بين مكونات الطب العدلي بولاية الخرطوم عرقلت تنفيذ الأوامر الصادرة". وتابع: "تمت عدة اجتماعات بين النائب العام والمسؤولين في الطب العدلي بشقيه الفيدرالي والولائي، كما تم الاجتماع بهم معًا بحضور عضو مجلس السيادة عائشة موسى، وظلت العراقيل مستمرة والمشاكسات والتوجيهات المتضاربة بين الشعبتين حتى حدثت المشكلة البيئة المتعلقة بمشرحة الأكاديمي".). – انتهي الخبر – 7- ما هذا الذي يجري في سودان اليوم؟!! لا اعدامات للقتلة!! ولا مقابر للموتي!! ولا محاكمات للسجناء القابعين في سجن كوبر!! ولا اعادة هيكلة المؤسسات العسكرية!! ولا تحديد متي يتم الاعلان عن تقرير لجنة فض الاعتصام!! ولا ماهي خطط البرهان في ولايته الثالثة التي تنتهي في نوفمبر القادم!! ولماذا لم يعد موضوع سد "النهضة" محل اهتمام الحكومة؟!! 8- كل شيء في السودان يسير ببطء قاتل، الا سفريات ورحلات اعضاء مجلس السيادة والوزراء، فانها لا تتاخر ولا تتعطل!! [email protected]