حذر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الجمعة، إن بلاده قد تعود إلى أفغانستان إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب، في وقت تزعم فيها حركة "طالبان" فرض سيطرتها على مزيد من الولايات والمدن عدة الأفغانية. وقال والاس، في حديث إذاعي: "سأترك كافة الخيارات مطروحة، إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون، إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود". وكانت الحركة قد زعمت، الجمعة، فرض سيطرتها على مدن عدة، منها قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، ما يترك العاصمة فقط وبعض الجيوب حولها تحت سيطرة قوات الحكومة الأفغانية، بحسب وكالة "فرانس برس". وقد أيد أحد سكان المدينة هذه المزاعم بقوله للوكالة إن القوات الحكومية يبدو أنها انسحبت جماعيا إلى منشأة عسكرية خارج المدينة. أفغان يتحدثون عن عمليات إعدام و"زيجات" قسرية في مناطق طالبان بينما تتواصل هجمات طالبان على مدن وبلدات أفغانية، تعهد قادة الحركة المتشددة علنا بأن يكونوا رحماء مع سيطرتهم على نحو ثلثي البلاد حتى الآن، مؤكدين للمسؤولين الحكوميين والقوات والشعب الأفغاني أنه ليس لديهم ما يخشونه. كما أسقطت الحركة مدينة في ولاية لوغر المتاخمة للعاصمة كابل، ومدينة ترينكوت عاصمة ولاية زابل. بدوره، كشف مصدر أمني أفغاني أن طالبان سيطرت على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند (جنوبي البلاد)، بعدما سمحت للجيش والمسؤولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة. وكانت طالبان أعلنت ليل الخميس الجمعة أنها استولت على قندهار (جنوب)، ثاني أكبر مدينة في البلاد. وسيطر مقاتلو الحركة الخميس على هرات (غرب) ثالث مدينة أفغانية وأصبحوا على بعد 150 كيلومترا عن كابل عبر استيلائهم على غزنة جنوب غرب العاصمة. وخلال ثمانية أيام سيطرت الحركة على حوالى عواصم نصف الولايات الأفغانية، وباتت تسيطر على الجزء الأكبر من شمال البلاد وغربها وجنوبها. ولم يبق تحت سلطة الحكومة سوى ثلاث مدن كبرى هي العاصمة كابل ومزار شريف أكبر مدينة في الشمال، وجلال أباد (شرق). وبدأت حركة طالبان هجومها في مايو مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأميركية والأجنبية الذي يجب أن يكتمل بحلول 31 أغسطس. وسيطرت أولا على مناطق ريفية شاسعة من دون أن تواجه مقاومة كبيرة، ثم تسارع تقدمها بشكل كبير في الأيام الأخيرة لتسوتلي على العديد من المدن. وبسبب "تسارع" الأحداث أعلنت واشنطن، ليل الخميس الجمعة، نشر ثلاثة آلاف جندي في مطار كابل الدولي للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين والمواطنين الأميركيين. كما أعلنت لندن عن إرسال 600 جندي للهدف نفسه.