قال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أن سد النهضة "يتيح للسودان مكمِّلات من الطاقة والكهرباء الفائضة لدى إثيوبيا وبالتالي يخدم السودان"، مشيراً إلى أن الخرطوم أيضاً بما تملكه من إمكانيات هائلة في القطاع الزراعي والأراضي، يمكن أن تعالج ملف الأمن الغذائي لإثيوبيا "ومن هنا يحدث التكامل بين البلدين"، جاء ذلك في مقابلة مع قناة الشرق قبل يومين. البعض قد يعتبر حديث رئيس الوزراء سياسي، إلا أن خبراء من السودان يدركون فوائد سد النهضة للبلدين السودان وإثيوبيا منهم دكتور سلمان محمد أحمد الذي أورد في مقال له منشور في موقع باج نيوز 3 نوفمبر 2013 حيث ذكر أن السد يساعد على وقف الفيضانات المدمرة من مياه النيل الأزرق، وعلى تعدد الدورات الزراعية، وزيادة توليد الكهرباء من السدود السودانية، والتغذية المتواصلة للمياه الجوفية المرتبطة بالنيل الأزرق ونهر النيل نفسه، وانتظام الملاحة على النيل الأزرق ونهر النيل طوال العام، حبس الجزء الأكبر من الطمي الوارد من الهضبة الإثيوبية وراء سد النهضة، وإمكانية شراء الكهرباء الإثيوبية التي تقل تكلفتها كثيرًا عن تكلفة التوليد في السودان بدلاً من مواصلة سياسة بناء السدود المكلفة مالياً وبيئياً للسودان وشعبه. وأضاف: سد النهضة يساعد السودان كثيراً في استخدام نصيبه من مياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959 والذي يذهب أكثر من ثلثه (ستة مليار من المياه) سنوياً لمصر بسبب فشل السودان من عام 1959 في استخدامه، وسوف ينتج هذا الاستخدام تعدد الدورات الزراعية واسترداد سلفة المياه التى قدمها السودان لمصر بموجب اتفاقية 1959، تلك التي لم يتم استردادها حتى الآن، لهذه الأسباب فأن فوائد سد النهضة على السودان تفوق فوائد السد العالي لمصر وبدون التكلفة المالية والاجتماعية والبيئية الضخمة للسودان.. حديث دكتور سلمان واضح لا لبس فيه، ما يهمنا هو مصلحة بلادنا المهدرة منذ الاستقلال على يد ساسة وضعوا مصلحة مصر فوق مصلحة السودان، لاعتبارات تتعلق بمصالحهم الضيقة وعواطفهم تجاه بمصر، نحن الآن في مرحلة انتقال كاملة، جذرية تتطلب أن نضع السودان ومصالح أهله وحقوقهم في قمة أجندة عملنا السياسي والمدني والإعلامي. الميدان