سايمون دينق الرشوة واحدة من أسوأ أنواع الفساد فساداً وأكثرها شهرة على الاطلاق (علم في رأسه نار) ولم يسلم من دائها اي مجتمع على وجه هذه الأرض، وقد شنت بعض المجتمعات ضدها حرب شعواء وانتصرت عليها بجدارة واقتدار وهي المجتمعات التي يشار اليها بالبنان اليوم. ومن بين اكثر قصص (الرشى) شيوعا في التاريخ، يقال ان الإمبراطورية الصينية تعرضت لثلاث غزوات عبر تاريخها بعد بناء السور، ومن المعلوم ان سور الصين العظيم تم بناءه لاغراض دفاعية وهي صد العدوان الخار جي.. غير ان الغازي المغولي في كل مرة كان يغزو الصين عن طريق دفع (الرشوة) لحُراس البوابة، ثم يدخل من باب السور دون حاجة لهدم الجدار.. مايعني أن الدوله الصينيه تؤتى من مامنها وهذا كناية عن ان اكثر الجهات التي يعتمد عليها خائنة. الحال عندنا اليوم للأسف الشديد! لا يختلف عن النموذج الصيني في تلك الحقبة البعيدة، واجزم اننا اسوأ منها، فلقد تعرضت بلادنا العزيزة لغزو اجنبي غير معلن عنه ومن جميع الاتجهات وهذا بفعل (الرشوة) المستشرية، فاصبح الأجنبي هو المتحكم الأوحد في اقتصاد البلاد وسوقها، ويحظى بامتيازات لا يمكن ان يحلم بها المواطن العادي، ولا تزال أعداد الغزاة تزداد يوما بعد يوم، وحلفاءهم بالداخل يدفعون بمزيد من المرتشين الجدد الي خانة المسؤولية والساقية مدورة…! بكل تأكيد القانون الجنائي لسنة 2008م في المادة 88 يجرم الرشوة بجميع اشكالها ويوقع عقوبة على مرتكبها اقلها عشر سنوات سجن او بدفع غرامة مالية، او الاثنان معا .. وقد يسأل سائل هنا: لماذا منيت بلادنا بهزيمة نكراء في مواجهتها مع (الرشوة) رغم وجود قانون صريح يجرمها ويعاقب مرتكبيها..؟. من الواضح انه لا توجد اجابة محددة لهذا السؤال، وانما هنالك اجابات غير معروفة العدد وقد تحيلنا الي اسئلة اخرى اكثر حيرة.. فقط ليست من بينها فزورة ( نحن دولة وليدة) الجملة التي صدع بها (رفاق الشعبية) رؤوسنا، حينما يحاولون التغطية على فشلهم.. لا ادري من اي مرجعية علمية توصل هؤلاء الي ان حداثة التجربة تقود الي اعتماد الرشاوي كوسيلة عمل في المؤسسات العامة؟ عن طريق الرشوة يتحصل بعض الاجانب على جنسيتنا و(بالميلاد) لا بالتجنس كما يفعل سائر العالمين من حولنا، والأسوأ من ذلك.. بعض الجهات اصبحت تنتزع الرشوة عنوة من المواطن وان لم يفعل فالويل له.، فقط اسألوا سائقو المركبات التجارية الذين يذهبون بالبضائع الي بحر الغزال، كم من رشاوي يدفعون على مضض لجهات في نقاط تفتيش المنتشرة على طول الطريق.. ؟ الرشوة كالسرطان داء ينخر في جسد الوطن علاجه واضح وهو البتر التام للراشي والمرتشي ومابينهما غايتو … ! شكيتكم على الله ..! وألقاكم. جوبا – صحيفة الموقف