قبل أن يتلمس اللبنانيون أي خير أو شر من حكومتهم الجديدة التي أطلت بعد 13 شهراً من الفراغ، صعقوا بفضيحة في وزارة الخارجية. فقد شهدت أروقة الوزارة اليوم الاثنين إشكالاً كبيراً بين وزيرة الدفاع ونائبة رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية بالوكالة السابقة، زينة عكر، والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي. أما سبب العراك الذي حصل بين أمن عكر وموظفين تابعين لشميطلي، فيعود إلى رفض الأخير تسليم البريد للوزيرة الراحلة. فيما أظهرت الصور التي انتشرت بين اللبنانيين على مواقع التواصل ووسائل الإعلام المحلية، أضراراً مادية لحقت بمقر الوزارة وتكسيراً للأبواب. * * * "إساءة جديدة" وتعليقاً على تلك الفضيحة، غرّد النائب محمد الحجار قائلاً إن "ما حصل في وزارة الخارجية إساءة جديدة إلى صورة لبنان، ولا يمكن السكوت عن المداهمة البعيدة عن الأصول لأمانتها العامة والاعتداء على موظفيها والتكسير فيها، ومخالفة القوانين والأعراف". كما أضاف أن "على القضاء التحقيق فوراً لتحديد المسؤوليات بما يحفظ لوزارة الخارجية صورتها ولموظفيها كرامتهم". حكومة جديدة بعد 13 شهراً يأتي هذا الإشكال في وقت يشهد لبنان إحدى أسوأ أزماته الاقتصادية، التي حرمت المواطنين من مدخراتهم وقدراتهم الشرائية، ودفعت بمعظم السكان إلى خط الفقر. وعلى الرغم من تلك الأزمة المستفحلة التي لم تعهدها البلاد منذ عقود، لم تبصر الحكومة الجديدة المؤلفة من 24 عضواً بينهم امرأة واحدة فقط، النور إلا بعد 13 شهراً من استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروع في 4 أغسطس 2020. وفشلت محاولتان سابقتان لتشكيل حكومة على وقع خلافات حادة بين الأفرقاء السياسيين رغم ضغوط مارسها المجتمع الدولي الذي اشترط تشكيل حكومة تقوم بإصلاحات ضرورية مقابل حصول لبنان على دعم مادي. لكن رغم المخاض العسير الذي خاضته تلك الحكومة، وطول انتظار اللبنانيين، إلا أن معظمهم لا يأمل في أن تتمكن من رسم طريق للخروج من تلك الأزمة الخانقة التي شهدت تراجع قيمة العملة بنحو 90% منذ أواخر 2019.