نهار طويل، مر على المواطنين بحي جبرة جنوب العاصمة الخرطوم، للمرة الثانية خلال أسبوعين، بعدما شهدت المنطقة أحداثاً أمنية، أمس (الاثنين)، على خلفية مداهمة لخلايا إرهابية. يشار إلى أن القوات المشاركة في العملية، تتبع لوحدات مختلفة من الأجهزة الأمنية؛ مثل الجيش الذي شاركت بعض وحداته منها "جهاز الاستخبارات سلاح المدرعات سلاح المهندسين والقوات الخاصة"، والشرطة متمثلة في وحدة مكافحة الإرهاب والشرطة الأمنية، والمباحث ووحدة الكلاب البوليسية، أيضاً شاركت في العملية قوات تتبع لجهاز المخابرات العامة، واستخبارات الدعم السريع. ويتكون المبنى الذي شهد الحادثة من طابقين وأربع شقق، اثنتان بينها علوية وهما اللتان كان يتحرك فيهما الإرهابيون، حيث طوقت الأجهزة الأمنية المكان من حدود مسجد بلال شرقاً، وحتى مول اليحيى غرباً، أيضاً شهدت الشوارع خلف وأمام المبنى انتشاراً كثيفاً للأجهزة الأمنية، كما لوحظت طائرات (دوران) تحوم في المكان. عند اقتحام المبنى، وجدت القوات النظامية مقاومة من الإرهابيين، وحدث تبادل كثيف لإطلاق الرصاص، بعض المصادر أكدت ل(الحداثة) أن عناصر الخلية كانوا يستخدمون أسلحة القرنوف والرشاش وبنادق القنص، وبعد حوالى أربع ساعات حضرت قوة أمنية إضافية، كما حضرت مدرعات مختلفة، توزعت على طول الطريق الرئيسي وأمام المنبى محل العمليات ومحيطه. وسدّدت المدرعات الحربية قذائفها في المبنى المستهدف، مما أدى إلى هدم بعض الجدران. أيضاً أطلقت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع داخل مكان الخلية، بغرض إخراجهم. وروى شهود عيان، ل(الحداثة)، عملية إلقاء القبض من قبل الأجهزة الأمنية على عنصرين من الخلية من جنسيات أجنبية، جاءوا لمساندة زملائهم في المبنى، وكانوا يحملون قنابل يدوية وأسلحة، وهو الأمر الذي أكده أيضاً بعض أفراد من القوة المشاركة في العملية. ويبدو أن عملية القبض على أشخاص أتوا لمساندة عناصر الخلية الإهاربية، دفعت الأجهزة الأمنية في المكان للتحفظ على أي أجنبي متحرك بالقرب من الموقع. واعتقلت الأجهزة الأمنية بعض الأفراد الذين يظن أنهم يتبعون للخلية الإرهابية منذ صباح أمس. بعد ساعات من تبادل إطلاق النار، خرج عنصران من أعضاء الخلية من المبنى وهما رافعان أيديهما بوضعية الاستسلام، لكن سرعان ما حاولا مباغتة القوة المشتركة بإطلاق الرصاص وإلقاء قنابل، بينما كانت ردة فعل القوات النظامية سريعة، وأردهم قتلى في الحين. ولم تنتهِ العملية بسقوط قتلى عناصر الخلية الإرهابية، الذين ادعوا الاستسلام، فقد كان في المبنى شخص يبلغ حوالى (22) عاماً، ظل مقاوماً لساعتين إضافيتين، قبل أن تقتحم القوات الخاصة وترديه قتيلاً هو الآخر. أثناء الاشتباك، كان المواطنون يتوافدون على مكان إطلاق النيران، وكان بعضهم يهتف منفعلاً مع أصوات الرصاص، بينما كان البعض الآخر يحاول التصوير. بالمقابل، كان أفراد القوات الأمنية يقومون بإرجاعهم، وسط تحذيرات من عدم المرور بالمنطقة، إلى حين السيطرة على الوضع. وبعد انتهاء العملية، شهدت المنطقة حشداً كبيراً من المواطنين الذين كانوا يهتفون (جيش واحد.. شعب واحد)، بينما احتفلت الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الكثيف في الهواء. وقبل يومين، نقلت وسائل إعلام محلية أنباء عن إلقاء السلطات الأمنية القبض على مصريين وسوداني بمنطقة الهدى، الواقعة في محلية شرق النيل، كذلك أعلن جهاز المخابرات العامة الأسبوع الماضي، عن مداهمة خلية إرهابية بمنطقتي جبرة والأزهري جنوبالخرطوم ما أسفر عن القبض على (11) أجنبياً من جنسيات مختلفة، ينتمون لتنظيم (داعش)، فيما تمكن (4) من الهروب، كما أعلن جهاز المخابرات وفاة خمسة من عناصره وجرح ضابط أثناء مداهمة الخلية. الحداثة