للقيادة دور هام في قيادة اية تحول ، في شركة او في مجتمع . اكاد اقول ان معظم الادبيات في التحولات الكبري تكاد تجمع علي الاهمية القصوي لهذا الدور . فالقيادة تخلق المناخ الذي يكون فيها الهدف النهائي واضحا وضوح الشمس ، ملهما ويمكن قياس التقدم نحوه قياسا ملموسا. ولان التحول تحفه المخاطر ويواجه غير المعلوم في كل خطوة يخطوها ، فلا بد من قياس التقدم نحو الاهداف قياسا شفافا وملموسا ومن واقع من ينشدون التغيير ومن لهم مصلحة فيه. ولا بد ايضا من مراجعة طريقة العمل علي ضوء هذه النتائج وهي مراجعة مستمرة من اجل التحسين المستمر . ويجب الا نخلط بين المراجعة والتحسين وثقافة اللوم وتوجيه الاتهامات لهذا الفرد او ذاك. اية قياسات اخري هي اكاذيب وان اقيمت لها اللايفات او دونت فيها الوثائق . يمتاز هذا القائد بالشفافية والشجاعة علي مواجهة التحديات ومواجهة من يقودهم. ويعتمد علي الذكاء الجماعي والتفكير الجماعي لمن يقودهم . وهو تفكير يمتلك قوته من الاختلاف في الرأي والاتفاق علي الهدف وقبول الاختلاف للوصول ألي رأي افضل وانضج من الآراء الفردية. وهنا لا بد من التفريق الهام بين الذكاء الجمعي او الجماعي وذكاء القطيع الذي يفكر له شخص واحد او مجموعة اشخاص علي راس هرم المؤسسة او الحزب ويتبعه القطيع اتباعا اعمي ويستنفد كل طاقته في الاجترار والدفاع عن رأي القيادة . وهنا لا بد من الاشارة الي وجود طريق ذو اتجاهين بين القائد "الجد" لا القائد الطاغية او القائد "الاسم فقط" وبين من يقودهم والعكس. فهو يستمع اليهم ويطرح الاسئلة الصعبة والصحيحة ليفهم وجهة نظرهم وهو في هذا لا يخشي ان بدا ضعيفا او غير ملم ببعض التفاصيل او لا يمتلك اجابة او حل . بهذه العقلية وهذه الطريقة في القيادة يمكن للقائد "الجد" ومن يقودهم مراقبة البرامج والخطط بشكل مستمر وتعديلها وتحسينها تحت ظل شجرة الواقع الوريفة المخضرة . هذا سيمنع الخطط والبرامج من ان تتحول الي كذبة كبري يدافع عنها القائد وتنابلته الذين يدافعون عنها وقلوبهم معلقة بمخصصاتهم . ايضا يحتاج القائد الي الشجاعة لوضع الاولويات الصحيحة ومنع من يقودهم من التعلق بالاولويات الخاطئة والتركيز علي ما يضر الهدف النهائي، هدف التحول والانتقال . وهنا لا بد من ذكر ان مثل هذا القائد الذي يقود حقا لا يكتفي بالجلوس في مكتبه ولا خلف الملفات لقياس النجاح والتقدم نحو الهدف ، بل يخرج الي الشارع ، يلتقي بالصحافة التي تتحدي افتراضاته وتطرح عليه الاسئلة الصعبة ويلتقي بالمواطن حيث المواطن يصارع يومه في انتظار التغيير ، يلتقيه في المستشفي وفي المدرسة وفي بعض ان لم يكن كل المرافق. الارقام وحدها لا تكفي ويمكن ان تكذب ولكن من ضحوا من اجل التغيير وشربت ازهاره من دماء شبابهم لن يترددون في قول الحقيقة ولن يتراجعون في حب من يقودهم نحو اهدافهم ان تأكدوا انه يتنفس ويعيش قضيتهم ، قضية التغيير وبلوغ اهدافه. يعرف هذا القائد كما يعرف مدرب كرة القدم الماهر ان مقياس النجاح بتحقيق الاهداف في شباك الخصم وليس بعدد المرات التي يضرب فيها هذا اللاعب او ذاك الكرة. يعرف انالتحول ، اية تحول هو رحلة في المجهول تنطلق المؤسسات والشعوب نحوها ظوبوصلتها تشير نحو غد افضل . نحتاج الي من يمتلك الشجاعة ليقود ، شجاعة ان يقول لا اعرف كل السهول والجبال والمنعرجات والحيوانات المفترسة في رحلة التحول ولكن اعدكم بان اسيرها امامكم وان تكون عيونكم واقلامكم نجومي التي تضيء طريقي نحو ذلك الهدف النبيل الذي توقد قناديله دماء شبابنا. [email protected]