كلما تحسنت مؤشرات الإقتصاد الكلي رغم الحرب العنيفة المفروضة عليه من قبل العسكر والفلول أصابهم الرعب على مصيرهم ورقابهم، فهم مجتمعون يراهنون بالدرجة الأولى على الأجواء المحتقنة ويريدون أن ينفجر الوضع كما يتصورون ويخططون له، لذلك يجب أن تعلم أيها المواطن السوداني ان السبب الرئيس لافتعال كل هذه الازمات هو تحسن مؤشرات الإقتصاد الكلي وتقدمه الذي يعني مضي الانتقال الديمقراطي بنجاح وخطى ثابتة نحو تثبيت دعائم الحكم المدني الذي سيفضح كل مشاريع سيطرة العسكر والانتهازيين المتعجلين لإسقاط هذه التجربة الماضية بقوة رغم العراقيل. ولمعرفة مؤشرات الإستقرار الإقتصادي أنظر لخبر الأمس بزراعة 54 مليون فدان فى الموسم الصيفي يتوقع عبرها مجلس الوزراء إرتفاع الإنتاج لرقم غير مسبوق حيث تم فعليا زراعة 21,5 مليون فدان ذرة و9 مليون فدان فول سوداني و7 مليون فدان سمسم و1,6 مليون فدان قطن و10,5 مليون فدان دخن و4 مليون فدان من المحاصيل المختلفة، وكذلك أنظر للاحتياطي الكبير من العملات الأجنبية ببنك السودان المركزي البالغ 1.8 مليار دولار تم توفيرها من حصائل الصادر وتحويلات المغتربين فقط في الفترة من شهر مارس الي يوليو 2021م فضلا عن احتياطي الذهب الذي وصل لحوالي 3.2 طن وهبوط معدلات التضخم بأكثر من 21% بالشهر الحالي على الرغم من عدم الإستقرار السياسي والأمني الذي تعاني منه البلاد رغم أنه مسؤولية هؤلاء العسكر المغاضبون لأجل انقلابهم على الدستور، فلو حدث هذا الإستقرار فإن المعدلات التنموية سترتفع وستحدث نقلة نوعية بأفضل مما يتصور الجميع، لكل ذلك يسارع العسكر واذنابهم فى عملية هد المعبد على الجميع لإعاقة الإقتصاد الوطني من التقدم الذي يحدث به حتى ينفردوا بحكم البلاد ويستولوا على مواردها الغير محدودة. ولأجل ذلك افتعل البرهان أزمة دستورية بعدم جلوسه مع الشركاء وتعطيل عمل الدولة والتهديد بفض الشراكة والضغط لحل الحكومة الإنتقالية بل هناك ما يؤكد أنه طلب ذلك صراحة من حمدوك ، كما طالب بإدخال أنصاره الفلول مطعما إياهم بالحركات التي لا تريد دمج قواتها بالجيش على قرار حميدتي مثل حركتي مناوي وجبريل، كما يعمل العسكر ليل نهار لحشد سواقط وفلول النظام البائد ليكونوا حاضنة سياسية مع هذه الحركات تمكنهم من الإستمرار فى الحكم دون التزام بدستور أو وثيقة دستورية حاكمة، حيث ظل برهان وحميدتي يدوسان عليها بإستمرار حتى أن حميدتي صرح قبل أيام بأنه يرفض عمل الشرطة السودانية وجهاز المخابرات العامة مع السلطة التنفيذية في مخالفة للوثيقة التي جاءت به هو نفسه لعضوية المجلس السيادي، فهل لا يعلم البرهان وحميدتي وبقية عسكر مجلس السيادة أنهم يدوسون على ما وقعوا عليه بحضور دولي واقليمي، بالتأكيد يعلمون ما يفعلون لكنهم يفعلون ذلك من أجل شهوة السلطة والسيطرة على موارد البلاد التي يوزعانها الآن على شيوخ الطرق الصوفية والإدارات الأهلية لشراء الولاء ولطلب التفويض الذي لم يخف برهان سعيه له حينما قال إنهم استجابوا للشعب السوداني وإن أشار لهم سيستجيبوا له مرة أخرى، عموما الشعب السوداني أشار عليكم لكنها أشارة بالرحيل لكم أنتم ومن يدعمكم من فلول النظام البائد والمنتفعين بكل عهد واشارة الشعب هنا تعني أن ترحلوا والآن، وأن تسلموا السلطة للطرف المدني كما التزمتم وليس أن توقفوا العسكر أمام القصر الجمهوري لاعتراض مواكب المحامين والمواكب التي تطالبكم بالإلتزام بما وقعتم عليه بدلا عن توجيههم لتحرير حلايب أو فتح الطرقات بشرق السودان من أجل أن تصل المواد الغذائية والأدوية والوقود للمواطن بأطراف البلاد، ولن يغني عنكم الجيش أو الدعم السريع شيئا فقد احتكم الطاغية المخلوع عليكم أنتم ودعمكم السريع وقوات الأمن العام والأمن الشعبي والدفاع الشعبي وبعد كل ذلك حاصرته أكف الشعب وحناجره بالقيادة العامة وزجت به في السجن المركزي فهل تستفيدوا من تجربته وتسلموا البلاد لشعبها وتطلبوا الصفح أم تواصلوا في نفس طريقه وتلحقوا به، أعتقد أنكم تستعجلون لللحاق به وسيحدث ذلك باسرع مما تتصورون، وستتقدم بلادنا رغم أنف كل من يريد عكس ذلك سواء كان من أبنائها أو الجيران والمخابرات الإقليمية الطامعة باستغلال موارد البلاد. الجريدة