حديث شؤون الساعة * حالة انسداد سياسي وشلل يضرب أطراف السلطة الانتقالية في الخرطوم، في حين تشهد بعض الولايات إغلاقاً واحتجاجات شعبية وقبلية، في الوقت نفسه. سيان، كانت كل هذه الأحداث المتزامنة تسير نحو وجهة مخطط لها، أو هي بنت الظروف الذاتية الخاصة بكل حالة، فإن المشهد السياسي في السودان لا يمكن أن يعود إلى ما قبل 21 سبتمبر، لحظة الانقلاب العسكري الفاشل، وتداعياته الساخنة التي أدت لتفجُر الأزمة الحالية بين (المجلس المركزي للحرية والتغيير) و(قادة المنظومة الأمنية) لا سيما الفريق عبدالفتاح البرهان والفريق محمد حمدان حميدتي، وقد وحدّت المواجهة الحالية ضد المدنيين في السلطة بين الرجلين، بعد أن كانا على خلاف ظاهر حول وضعية الدعم السريع في المستقبل القريب وما برز من اتجاه، حينها، بدمج الدعم السريع في الجيش. * المؤكد، أن الأوضاع السياسية الحالية، ولو تصالح الطرفان، المجلس المركزي للحرية والتغيير والمنظومة الأمنية، لو تصالحا فلن تعود الأمور إلى ما قبل لحظة 21 سبتمبر. * تركيبة القوى السياسية المتورطة في النزاع الحالي مهمة كي يفهم القارئ العزيز موقف كل طرف الآن ولاحقاً حين تنجلي هذه الأزمة قريباً. * هناك (5) مكونات أساسية تتحرك في المسرح السياسي السوداني، اليوم، وهي المكون العسكري، المجلس المركزي للحرية والتغيير، رئيس الوزراء ومستشاريه، حزب الأمة، ثم الحرية والتغيير المنشقة وأبرز القوى المشكلة لها هي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، ثم هناك قوى سياسية على هامش كل هذه المكونات الخمسة. * القضية الجوهرية التي يدور حولها الجدل وتتقارب وتتباعد المواقف حولها هي (توسيع القاعدة السياسية والاجتماعية للانتقال) وهي قضية، من حيث المبدأ يتفق عليها الجميع ثم يحضر الاختلاف في تصور كل طرف لماهية التوسعة وكيف والأهم أجندة كل طرف داخل فرو التوسعة القادمة؟ عملياً توسعة القاعدة السياسية للانتقال تعني، مباشرة، حلّ الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة تستجيب لهذا المبدأ. * الآن، تابع مواقف كل طرف من الخمسة الكبار وردود أفعاله ومن ثم ستتضح الصورة رويداً رويداً مقبل الأيام، وتذكر دائماً أن الصراع، في الواقع، هو صراع على النفوذ والسلطة ليس إلا. * محمد المبروك ameen[email protected]