نشطت فى الساحة مجموعات وافراد تدعو و تعمل على عودة المجموعة المنشقة من تجمع المهنيين الى حضن التجمع ترى ما هو الدافع الى ذلك وما دلالة هذا التوقيت لماذ بعد اكثر من 15 شهر من خروجها على التجمع . قبل الاجابة على هذه الاسئلة دعونا ننظر الى الاسباب التى اعلنتها المجموعة المنشقة او مجموعة عربى والاصم وطه وحسام فى مؤتمرها الصحفى الذى عقدته بتاريخ 16 مايو 2020م فقد اعلنت ان هناك تيار سياسى قد اختطف التجمع فى اشارة الى سيطرة كوادر الحزب الشيوعى على التجمع لذا ان تخرج من التجمع وتكوين تجمع بعيدا عن هيمنة الشيوعيين . اما المجموعة الاخر فقد اوضحت ان مجموعة الاصم وطه وعربى قد خرجت من التجمع مغاضبة لانها هزمت فى الانتخابات ولم يتم انتخابها فى سكرتارية التجمع . اما عضو قيادة التجمع قمرية فقد اوضحت ان ما حدث هو امتداد للصراع بين قوى الهبوط الناعم وقوى الثورة الحية وان مجموعة قوى الاصم اعاقت عمل التجمع وسعت على تدجينه حتى تمرر اجندة قوى الهبوط الناعم . اما ابراهيم الشيخ فقد اوضح ان انتخاب السكرتارية الجديدة للتجمع يخل بتوازن القوى فى قوى الحرية والتغيير ومجلسها المركزى . افادات ابراهيم الشيخ وقمرية تبين حقيقة الصراع . فقد سبق انشقاف مجموعة الاصم اختيار الولاة بواسطة الحرية والتغيير كما تزامن مع ضغوط كثيفة لتكوين المجلس التشريعى . اذن فالدافع او الهدف من خروج مجموعة الاصم وطه وعربى كان بهدف تمكين قوى الهبوط الناعم والحصول على نصيبهم من كيكة السلطة . لم يعقد الاصم وطه ومجموعتهم المؤتمر التدوالى لتجمعهم الذى وعد به فى واقع الامر نسوا تماما امر التجمع واندثرت بعض الاجسام التابع له . فالعمل النقابى والنقابات غابت من اجندتهم بعد ان شرعت لجنة ازالة التمكين فى تكوين لجان تسيير للنقابات من الاتحاديين والسنابل والبعثيين . هذه الخلفية مهمة لانها تلقى الضوء وتبين الاسباب التى حفزت الاصم وطه وعربى الوقت لتكثيف جهودهم للعودة فى هذا للعودة الى تجمع المهنيين . فكانت مبادرات من افراد ومجموعات الاغرب فيها ان يكون احد ابطالها محمد يوسف وهنا لا يمكننى الا ان استرجع مقالات عشارى احمد محمد عن الاصم ومحمد يوسف فى العام 2019م . لم يحدث تغيير فى تجمع المهنيين وما زال الشيوعيين يسيطرون عليه ولا زال خط التجمع المعلن على الاقل ضد الهبوط الناعم ترى لماذا يريد الاصم ومجموعته العودة لتجمع المهنيين خاصة ان هناك اختلاف اساسى ومحورى بين مجموعة الاصم وتجمع المهنيين حول قانون النقابات ودور النقابات فالمجموعة المنشقة تقف خلف قانون المنشأة وتدعم قانون وزارة العمل الذى يقف ضده تجمع المهنيين والحزب الشيوعيين . رغم وقوف مجموعة الاصم مع الهبوط الناعم ودعمهم لقانون المنشأة الا انهم سعوا الى العودة لتجمع المهنيين فما هى دوافعهم . هناك تفسيرين لا ثالث لهم : بعودتهم الى التجمع يمكن ان يمارسوا ضغوط على العساكر وحمدوك وحلفاءهم السابقيين فى قحت للحصول على بعض المكاسب الشخصية والحزبية الضيقة . لكن هذه لا تتسق مع تاريخ الذين مرروا الوثيقة الدستورية وحاولوا فرض ارادتهم على الحركة النقابية بتعين لجان تسيير للنقابات موالية لهم وحل لجان التسيير التى تعارضهم . رجوع المجموعة المنشقة ووجود تجمع واحد هو تمهيدا لتكوين حكومة تكنوقراط بواسطة حمدوك والبرهان او البرهان لوحده. فتمثيل تجمع المهنيين فى حكومة تصريف الاعمال التى يزمع البرهان وحمدوك اعلانها يرفع الحرج عن حمدوك ويبرر تامره مع العسكر ضد المدنيين وموافقته على قيام انتخابات مبكرة ويتيح فرصة لعناصر الهبوط الناعم لتعود بالشباك . اذن ما يحدث هو جزء من اصطاف جديد لخيانة الثورة . وجود مجموعات لها ارتباط بدوائر الهبوط الناعم فى سكرتارية تجمع ادى الى شلل سكرتارية تجمع المهنيين واضعافه وحدوث انقسام غير معلن انعكاس على مواقف التجمع وقدرته على استعادة ثقة الجماهير . هذه المجموعات تسعى الى عودة مجموعة الاصم الى التجمع حتى ترجح كفتها من ناحية و تمكن قوى الهبوط الناعم من استكمال تنفيذ برنامجها وتجنبها مواجهة صارت حتمية من قوى الثورة الحية . غض النظر مالات مساعى توحيد التجمع يبقى تجمع المهنيين جسم فوقى ليس ارتباط بالقواعد فرض وجوده ظرف سياسى لذا على جماهير العاملين العمل على انتزاع نقاباتها وتكوين اتحاداتها حتى تستطيع ان تنتخب قيادة قادرة عن ان تعبر عنها. [email protected]