المؤسسة العسكرية السودانية كانت و لا تزال هي رمز لبؤوس التجربة السياسية الوطنية و عدم نضجها كل المحاولات الساعية إلي إقامة نموذج وطني حقيقي لإنتهازية القيادة السياسية علي مر التاريخ في الإحتماء بمؤسسة كتشنر باشا التي تأسست علي إزلال الساسة و إحتقار المدنية و إمتطاء ظهور المتملقين لتظل هي مركز للمشهد السياسي و صانعة للقرار السياسي الوطني و الخارجي حتي صارت تجيد العمل السياسي أكثر من التنظيمات السياسية نفسها . تربي قيادات هذا الجيش علي القهر و القمع المستمر و أكثر قابلية لأشعال الحروب و خلق مبررات لقتل الناس عبثاً في جنوب السودان و دارفور و جبال النوبة ، لم يتربي يوماُ علي إحترام الدستور و الديمقراطية إن كان يفعل ذلك لما نفذ إنقلاباته ، لم يكن في يوماً حريصاً علي قيام وطن حر متساوي و يسعي قياداته إلي تحقيق مصالحهم الذاتية و مصالح دوائر خارجية تدعم إستمرار اي نظام دكتاتوري في السودان . المؤسسة العسكرية بها ضباط شرفاء قلوبهم علي الوطن و تقدم الوطن نقدر لهم مواقفهم كما ينبغي أن ندعم بناء جيش وطني مستقل و محترف غير مسيس و قادر علي حماية الدستور و النظام الديمقراطي. انا لا أدعم اي تحالف يخدم بقاء النظام العسكري في السودان و لا أعتقد أن جيلي الحالي الذي أسقط نظام الجبهة الإسلامية قد خرج لإعادة نموذج السستم القديم الذي دمر السودان ، و اي رهان علي ذلك يعتبر رهان خاسر و يجب مقاومته و مقاومة كل من يسعي إلي إفساد مجال الإنتقال السياسي في السودان. Nyala /South Darfur