يتابع الشعب السوداني وجماهير ثورة ديسمبر المجيدة منذ يومين محاولات تحالف (برهان حميدتي) إستغلال بعض سواقط قوي إعلان الحرية والتغيير وقيادات الحركات المسلحة مع فلول الدفاع الشعبي المسماة زورا وبهتانا تمازج، مضافا لهم فلول النظام البائد للانقلاب والردة على ثورة الشعب السوداني بشكل علني، حيث تم نصب خيام المساعدات الإنسانية لمتضرري خريف العام السابق لعساكر الحركات المسلحة أمام بوابة القصر الجمهورى التى تم منع تحالف المحامين لحماية الثورة والانتقال من الوصول إليها، كما تم توفير كل المعينات لهم وتم للصرف عليهم من أموال للشعب السوداني المنهوبة سواء التى نهبت سابقا أو ما نهبته المليشيا المتحكمة بالبلاد حديثا، وهي مسرحية مكشوفة لكل الشعب السوداني حيث يعلم من يؤلفها ومن يخرجها ومن يدفع أموالها بالصور والفيديوهات ليبقى على رأس السلطة الإنتقالية بعد أن اقتربت فترة رئاسته من الانقضاء، والشعب واع ويرى كل شيء ولابد أنه سينحاز فى نهاية الأمر لحماية ثورته التى سكب فيها دما غزيرا ، لا حماية الحكومة لأنهم يروون أنها قصرت بترك وزير مثل جبريل أو مسؤول مثل اردول يمول ويؤيد مسيرات لتفويض العسكر للانقلاب على الحكم من أجل مصالحهم الخاصة ومشاريعهم السياسية، فمثل هؤلاء لا يمكن أن يؤتمنوا على أهداف الثورة وهم يدعمون من تلوثت يديه بدماء شهدائها، فيوم أمس الأول لو بذل وزير المالية جبريل إبراهيم نصفه فقط لفتح موانئ الشرق لتمكن من حل عدة أزمات بدلا من تبديد اليوم فى المقابلات الإعلامية لتحريض الشعب ضد الحَكومة التى يمثل للأسف أحد واجهاتها والظهور في إعتصام ضدها أمام القصر الجمهوري، كذلك لو أنفق اردول نصف يومه فى مراقبة الذهب المهرب من قبل حلفائه الحاليين لوفر على خزينة البلاد ملايين الدولارات التي تحتاجها، لكن ماذا يقول الشعب عن مسؤولين أتي بهم لتحقيق العدالة والتنمية فتحالفوا لمصلحتهم مع من يريد تقويض الفترة الإنتقالية. لكن ورغم ذلك ولمصلحة الثورة والشعب السوداني أن تعري هؤلاء الآن من الأقنعة التي كانوا يرتدونها كثوار ومن إيجابيات مايحدث كذلك أنه كشف كل المتاجرين بقضية الهامش وأوضح أنهم يسعون لخدمة أنفسهم حتى لو تحالفوا مع الفلول، وما حدث بالأمس لم يكن كله محض شر فقد أتاح الفرصة أيضا لجماهير الهامش أن تعبر عن مطالبها مباشرة دون أن يسرق لسانها أحد ليستخدمه كرافعه للمكاسب الذاتية، كما قام بنظافة صف الثورة من الانتهازيين على شاكلة (اردول، عسكوري) وتوابعهم وسيضيق عليهم هامش المناورة كل يوم وعلى تحالفهم مع برهان حميدتي ومناوي وجبريل، وسيصبح كل هدفهم غدا هو الحفاظ على ماتحصلوا عليه الآن من مكاسب، ولن يستطيعوا فالشعب السودانى وثواره لن يترك ثورة سكب فيها الدم والدموع وارتقت فيها أرواح الشهداء لمتسلقين يأتون تحت حماية فلول الدفاع الشعبي، ولن تستطيع الإدارات الأهلية المأجورة حماية أحلام هؤلاء الانتهازيين للنهاية لأنها تقف مع يرمي لها الفتات ولن يستطيعوا فعل ذلك لها بإستمرار، وبالتأكيد سوف تنتصر ثورة ديسمبر المجيدة وسيندم كل الذين تخيلوا للحظة أن الطريق معبدة لهم للاستقواء والتحالف مع عسكر السيادي والفلول وليس 21 أكتوبر ببعيد. الجريدة