ما لم يدركه انقلابيو عسكر الإنقاذ أنهم اهدوا الثورة فرصة كادت ان تفوت عليها بعد أن ارتضت بلجنة البشير الأمنية جزءا من مكونات السلطة الانتقالية المناط بها تحقيق أهداف الثورة. فهذا الانقلاب قد شكل لحظة تاريخية حاسمة قد لا تتكرر مرة أخرى و يجب عدم التفريط فيها لاستكمال َمهام الثورة و تحقيق كافة أهدافها كما تم التوافق عليها بين مكونات الثورة و في إعلان الحرية والتغيير ببناء سودان جديد و تفكيك الدولة الموازية بما في ذلك تفكيك ما يسمى بقوات الدعم السريع و هيكلة القوات المسلحة و سيطرة الدولة المطلقه على مؤسسات اقتصادهما الموازي لاقتصاد الدولة. من حسن الحظ ان الشعب السوداني الموجود في الشارع الان بكل فئاته لمقاومة الانقلاب يعي تمامآ ان هذه المعركة لا مفر منها و ان هذه اللحظة يجب عدم التفريط فيها. كما يعي انها ستكون معركة طويلة و صعبة؛ فانقلاب تحالف المصالح في الدولة الموازية بين فلول النظام البائد و عسكره و جنجويده و انتهازيه في سبيل الحفاظ على مصالحه الموروثة من نظام الإنقاذ و الدفاع عن الوضع الانقلابي الجديد سيواجه الشعب السوداني بكل ما أوتوا من سلاح و مال وسلطة و سيفعلون به أسوأ مما ففعلوا عند تنفيذهم لإنقلاب جريمة فض الاعتصام دون أن يهتز لهم ضمير و هاهم عادوا بنفس جنجويدهم و عسكرهم و كتائب ظلهم و نفس الاساليب و الادوات لتنفيذ انقلابهم الحالي بالاحتلال العسكري للمدن و الشوارع و استباحة دماء الشعب و لكنهم اكثر شراسة هذه المرة لأنهم يدركون انها فرصتهم الأخيرة و هزيمتهم تعني نهايتهم الي الأبد. لكنهم لم يدركوا بعد أن الشعب أقوى و تعاهد في ثورة ديسمبر عهدا غليظا على تحقيق دولة الحرية و السلام و العدالة و بناء سودان جديد و لن يحول بينه وبين هذا الهدف كائنا من كان و ان دولة الانقلابيين الموازية قد كتبت بانقلابها الجاري نهايتها بيدها. [email protected]