حضت الولاياتالمتحدة الجيش السوداني، الجمعة، على عدم "قمع" التظاهرات المرتقبة، السبت، احتجاجاً على استيلاء الجيش على السلطة، فيما أعلن البيت الأبيض استمرار حالة الطوارئ الوطنية بالنسبة للسودان باعتبار أنه "لا يزال يشكل تهديداً استثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية" للولايات المتحدة. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، "نحن قلقون فعلاً حيال ما سيحدث السبت"، مضيفاً أن المظاهرات المقررة السبت، ستكون "اختباراً لنوايا الجيش من الآن فصاعداً، وحث القوات المسلحة على الإحجام عن أي شكل من أشكال العنف ضد المحتجين، حسبما نقلت وكالة رويترز. وكان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعلن، الاثنين الماضي، فرض حالة الطوارئ في السودان وحلّ مجلسي السيادة والوزراء، معلناً أن حكومة مستقلة ستحكم السودان حتى موعد الانتخابات. وأضاف المسؤول الأميركي الذي تحدث للصحافيين وطلب عدم نشر اسمه، أن واشنطن تطالب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، باتخاذ خطوات لإعادة الحكومة، مشيراً إلى أن سعي السودان للحصول على عشرات المليارات من الدولارات من تخفيف عبء الدين لن يتحقق إذا واصل الجيش محاولات قيادة البلاد منفرداً. "حمدوك ليس حراً" وتابع المسؤول، "واشنطن تشعر بالارتياح للسماح لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالعودة إلى منزله لكنه لا يزال رهن الإقامة الجبرية ولا يمكنه مواصلة عمله"، مضيفاً "واشنطن ستسعى للتوصل إلى تفاهم يسمح لمجلس وزراء مدني بمواصلة العمل في السودان، حتى يمكن القول إن العملية الانتقالية عادت لمسارها". واعتبر المسؤول بالخارجية الأميركية، أن البرهان يحاول "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء" في السودان، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة تتفهم التشكك في أوساط المدنيين السودانيين فيما يتعلق بالعمل معه. العلاقات مع إسرائيل وقال المسؤول الأميركي، إنه لا يرى أن بلاده "ستضغط على حكومة عسكرية في السودان فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل". وحذر المسؤول الأميركي من أنه "ثمة خطر من أن استيلاء الجيش على السلطة في السودان قد يدفع إثيوبيا لمحاولة استغلال الموقف فيما يتعلق بالنزاعات الحدودية". الوفد الأميركي وأشار المسؤول إلى أن قادة السودان العسكريين لم يشيروا على الإطلاق لأي "نية للاستيلاء على السلطة" خلال لقائهم بالوفد الأميركي. والتقى المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، السبت، رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، للتأكيد على "دعم الولاياتالمتحدة للانتقال الديمقراطي المدني في السودان"، وحض جميع الأطراف على "تجديد الالتزام بالعمل معاً لتنفيذ الوثيقة الدستورية". ونوّه المسؤول الأميركي إلى أن الوفد الأميركي التقى بالبرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ومعهم حمدوك قبل سيطرة الجيش على السلطة في السودان.