الذي يحدث الآن – والتاريخ يسجل – يذكرنا بحادثة تحرك الجيش الفرنسي ضد ديجول .. عندها خرج ديجول مدفوعا بحسه القيادي وكاريزما الزعيم خرج فورا وارسل رسالة عبر اجهزة الاعلام قائلا: "ايها الشعب الفرنسي انقذوني" .. وخرج الشعب الفرنسي عن بكرة ابيه وتم اجهاض التحركات وعادت الحكومة المدنية ... وما فعله هؤلاء الشباب يفوق ما فعله الفرنسيون لانهم لم ينتظروا نداءا من احد ولم يحتاجوا الى تشجيع من احد لقد خرجوا تحت الرصاص والغاز المسيل للدموع شيبا وشبابا نساء ورجالا واطفالا مما جعل الرئيس الفرنسي ماكرون اكثر المعجبين بهم وقارن ثورتهم بالثورة الفرنسية ودعا ممثليهم الى فرنسا .. نذكر منهم على سبيل المثال صائدة البمبان رفقة عبد الرحمن طالبة الهندسة ذات الواحد وعشرين ربيعا والتي أصبحت شجاعتها وجرأتها مصدر الهام لوزير خارجية بريطانيا دومنيك راب وأيضا أيقونة الثورة طالبة الهندسة والعمارة آلاء صلاح ذات الاربعة والعشرين ربيعا .. وغيرهما الكثير من شباب هذا الجيل الفريد الذي حارب القمع بسلاح الكلمة والتكنولوجيا الرقمية ... هؤلاء الشباب سيدفعون الثمن وينتصرون وارجوا ان تكون كل تلك الشخصيات الهلامية الجالسين في مدرجات المتفرجين أن تكون خارج المعادلة بعد النصر المؤكد .. فالثورة لا تحتاج الى موظفين جالسين في مكاتب بالبدل الانيقة وربطات العنق الحريرية إنما تحتاج الثورة الى رفاق الشهداء كما أعلنها مدوية المرحوم شاعر الثورة علي عبد القيوم وقام بادائها فنان افريقيا والثورة الوطنية المرحوم محمد وردي: .. أى المشارق لم نغازل شمسها ونميط عن زيف الغموض خمارها أى المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها أى الأناشيد السماويات لم نشدد لأعراس الجديد بشاشة أوتارها لا يمكن أن تتكرر المأساة باعتلاء الافندية متوسطي الثقافة مسؤولية قيادة هذا الجيل الذي رفع سقف القيادة بثورة الوعي التي فجرها .. إذن لا مكانةلمن لا تؤهله الحمية الثورية أن يحاول الارتقاء إلى هذا المرتقى .. [email protected]