أي مُحاولات تجري الآن لتسويات و مفاوضات عبر مُبادرات و وسطاء ولجان لجهة عودة ذات الوضع ماقبل 25 أكتوبر 2021 فهي مرفوضة رفضاً تاماً ومحكوم عليها بالفشل والمقاومة .. هذا ليس رأي وإنما واقع .. ما تمّ من الإنقلابين ومافعلوه أنتج رفض شعبي كبير لكامل وجود لعساكر الجيش في المشهد من جديد والجنجويد كذلك .. هذه الخطوة كانت هي مطلب الجماهير ما بعد 11 أبريل .. وتم الإلتفاف عليها بعد فض الإعتصام وقبولها من ذات الجماهير كخطوة لحقن الدماء ومن ثم معاودة إستكمال أهداف الثورة خلال الفترة الإنتقالية ، الذي حدث يعلمه الجميع بعدها بكُل تفاصيله ، طمع البرهان وحميدتي في السُلطة ونهب البلد و رغبة التكويش علي موارد السُودان من قبل الثورة المضادة بمعاونتهم وعملائهم الآخرين زائداً حُلم الكيزان في العودة وعدم تفكيك ماصنعوه من امبراطورية فساد وتمكين زائداً طموح بعض الأرزقية والإنتهازيين من قوي السُودان القديم و تلاقي مصالح كُل هؤلاء مع مجموعتي مني وجبريل المدفوعين من قوي الثورة المضادة والكيزان كُل هذا هو ما أنتج الإنقلاب ومُحاولة قطع الطريق أمام الثورة والتحول الديمُقراطي والردة .. الخطاب الذي أذاعه البُرهان والإجراءات التي تبعت الإنقلاب أجهزا علي الشراكة تماماً .. التي هي في الأساس تمّ القبول به علي مضض كما معلوم ولم تنجح واقعاً لرغبة المكون العسكري في السيطرة وإفشال الفترة الإنتقالية ولتبنيهم أجندة الكيزان والثورة المُضادة .. الواقع الآن يقول أن العساكر مرفوضين تماماً .. والواقع يقول أن الجيش الحالي ليس له المقدرة علي الإنحياز الكامل للشارع والثورة وتسليمها للمدنين .. وحتي إن حدثت مواجهة بين بعض الرافضين للجنجويد وقوات حميدتي وما بين بعض قوي وفصائل الجيش هذا أيضاً عواقبه ومآلاته مُكلفة وباهظة وقد تحدث حرب أهلية خاصة إذا ما أنضمت فصائل الحركات الموجودة في خانة الفلول لأحد أطراف الصراع أو تبعتها جيوش الحركات الأخري وتدخلت هي أيضاً إضافة للكيزان أنفسهم ومن يملكون السلاح!! .. والواقع أيضاً يقول أن التدخل الدولي موجود ، سواء عبر بعثة الأمم المُتحدة وممثلها أو الدول الراعية والضامنة للإتفاقيات سواء للوثيقة أو السلام كدول الترويكا والإتحاد الإفريقي إضافة للإتحاد الأوربي والغرب ، وهذا التدخل مابين داعم للإنتقال ومابين باحث للمحافظة علي مصالحه في المنطقة لوجود السودان ضمن دائرة الصراع الإقليمي والدولي كما هو معروف .. إذاً ماهو الحل والمخرج من كُل هذا ؟؟ المنطق يقول لابدّ من تقديم مصلحة السُودان والسُودانين أولاً والمتمثلة في رغبتهم في تحقيق مطالبهم المشرُّوعة في ثورتهم من أجل التغيير ، وهذا يتطلب أمرين هامين .. الأول هو التصميم الكبير من الشعب علي المدنية الكاملة فمن الضروري الإنتباه لهذا من قبل من يريدون إعطاء العسكريين مجال مُجدداً عبر أي ذريعة كانت .. والثاني هو أن عدم العمل علي تحقيق هذه الرغبة سيرفع من وتيرة المواجهات مما يضر بمصالح المجتمع الدولي نفسه الساعي للحل هو الآخر والباحث عن مصالحه ، فبعض القوي الإقليمية من قوي الثورة المُضادة ليست مُبالية بأن تحدث حرب أو صراع دموي داخل السُودان خاصة إذا ما ضمنت أن الجيش والمليشيات التي تنصاع لها هي من سوف تُسيطر علي موارد الدولة خاصة الذهب .. إذاً الحل هو في 1/ تسليم السلطة للمدنين عبر إتفاق إما بتعديل الوثيقة لصالح المدنيين وكامل السُلطة المدنية وإصلاح كافة أجهزة الدولة وأولها المؤسسة العسكرية والأمنية وتفكيك تمكين النظام السابق ، أو بإلغائها وكتابة أُخري جديدة ولكن هذان يتطلبان تحالف بميثاق جديد لكل قوي الثورة الوطنية والديمُقراطية تكون من أولوياته كتابة دستور الفترة الإنتقالية ، ومن ثم تُمثل حاضنة جديدة للفترة الإنتقالية أو ما تبقى منها .. 2/ بالنسبة لسلام جوبا وما تمخض عنه ضرورة مُراجعة الإتفاق علي ضوء ماتمّ خاصة بعد إنقلاب الموقعين أنفسهم عليه ، بل وإعتقال وإبعاد جزء من الجبهة الثورية التي وقعت عليه .. 3/ إستمرار وعودة رئيس الوزراء الحالي علي أن يُترك له أمر تشكيل الحكومة المدنية المُستقلة وفقاً للشرعية الثورية .. 4/ إلزام الجيش بالمحافظة علي أمن البلاد ودخوله في عملية الإصلاح و دون التدخل في الصراع السياسي أو السُلطة .. 5/ إتمام كافة عمليات السلام ووقف الحرب وحل المليشيات .. 6/ إستكمال هياكل السُلطة من مجلس تشريعي و مفوضيات ، وقيام مفوضية الإنتخابات وتحديدها .. 7/ قيام المؤتمر الدستوري للنظر في كُل القضايا المصيرية والدستورية .. ولضمان هذه الحلول .. 1/ إستمرار حركة التصعيد الثوري 2/ الضغط المُستمر من المجتمع الدولي علي البرهان وحمييدتي ومن خلفهم من قوي الثورة المُضادة .. ختاماً نؤكد موقفنا المُتفق مع رغبة شعبنا ونؤيد حقه وحقنا في الدولة المدنية الكاملة والحُكم المدني وإبعاد البرهان وحميدتي وتصفية المليشيات وإصلاح الجيش وتوحيده ، وإزالة التمكين ، والمُحاسبة علي كُل الجرائم التي تمت وتحقيق كافة أهداف ومطلوبات الثورة .. [email protected]