قبل 25 أكتوبر الجنرال برهان يتحدث غاضبا انه يحمى الثورة و لا ينقلب عليها , ثم الجنرال حميدتى يوعد ( نوموا قفا مافي أي انقلاب ) و فى عز نومهم قوات تقتحم مساكن قيادات , و بين شد الحبل القوى يعيش و الضعيف يموت , لم نكن للغيب حافظين عبر هذه الزاوية عندما قلنا ان بيان الجنرال على مقربة , ثم البيان يعلن عنه أنه تصحيح مسار وإعلان حالة الطوارئ واعتقال وزراء وسياسيين , الاخوان عند انقلاب البشير يذهب زعيمهم الترابي الى السجن حبيسا , ثم الاخوان بمفاصل الدولة , لم يعرف العالم ان الانقلاب وراءه الاخوان الا بعد عام ونصف , و نفس طريقة تفكير وسلوك الإخوان التى نخبرها سلوكا و إعلاما , الصف الثانى يظهرون فى المشهد بوضوح و بهمة عالية يدعمون العسكر و يقتربون من مفاصل الدولة فما الذي يحدث ؟ و ما سنشاهده غدا ما شهدناه اليوم و بالأمس تجريب المجرب , عند خلع البشير كانت الشوارع تمتلئ بالشعب وسط ابواق السيارات , و عند بيان الجنرال البرهان بعد مجزرة القيادة كانت الشوارع تمتلئ بالتروس و احزن عيد يمر على الشعب و عندما تم التوقيع على الوثيقة الدستورية امتلأت الشوارع و تعالت هتافات الشارع بالفرح ثم مرة اخري الجنرال يعلن البيان الثانى , ثم كل الشوارع حرائق و تروس و نقاش طويل ممل بين تصحيح مسار و انقلاب و مجموعة القصر الذين يظهرون ايام اعتصام القصر يظهر مك مكوك الجعليين و عمدة الشوايقة و غيرهم فتصيبك الدهشة فى عدم الحياء بالكذب المضحك التى لا وجود لها فى الواقع , حديث سماسرة ليس اكثر , اردول و هجو و عسكورى و غيره عبر الفضائيات يطالبون بكفاءات , ثم خبير او هكذا قالوا بأحدى القنوات يؤكد ان د.حمدوك حر طليق , هؤلاء الذين لا يحسنون حتى الكذب , لم يعد الامر كما فى الماضي فهؤلاء الشباب لا تستطيع ان تقنعهم سوى بالصدق فهم أكثر إدراكا من من عقول عجوز تكذب وتصدق أوهامها , سرعتهم وسعاتهم كهاتف ثابت يكرر صوت آخر و بين هاتف ذكى من خلاله تستطيع ان تتجول به حول العالم . اتفقوا فى ان هناك خرق فى الوثيقة الدستورية فى الكفاءات و عدم تشكيل مجلس تشريعى و القضاء و تبديل تمكين بتمكين , لكن كل هذه الخروقات التى كان يطالب بها الشارع لم تظهر على السطح إلا بعد البيان و لم تظهر فى اجتماعاتهم و اعتصاماتهم مجموعة قجت حركات مسلحة على رأسها صاحب الدرجة العلمية د.جبريل المحسوب على الإسلاميين الذي يقف سدا امام ازالة التمكين , الذي يطالب بحكومة كفاءات , كل خبرته محصورة فى تأسيس شركة تابعة للنظام السابق لم يعد لها وجود بعد فشلها , ثم هو نفسه يمكن للإخوان فى المالية بالقبلية و القرابة و تنظيم الاخوان هذه معايير الكفاءة فى اهم وزارة تحتاج الى كفاءة كمثال مدير الضرائب . الرئيس المخلوع البشير قبل الاطاحة به شكل حكومتين أسماها حكومة كفاءات و فى الاخيرة اعلن حالة الطوارئ , فيتفاجأ الشعب بنفس الحكومة مع تغير بعض الوجوه , احمد وحاج احمد , فسماها الشعب حكومة كفوات , خلاصة الأمر الواقع بعيدة عن الحكمة و سياسة القوة , الاقرب احتمالا الان سيمضي الجنرال فى طريق البيان و عدم الرجوع و سيشكل حكومته , و سيمضون فى الاعتقالات و الاغلاق والتضييق , ستكون قريبة من حكومة كفوات المخلوع , و استبدال مقربون بمقربون آخرون مع بعض الانتهازيين , تتغير بعض الوجوه لكن بنفس السياسات , حكومة ستلد فى الظلام كسيحة عمياء , فهل هو تصحيح مسار ؟ أغلب الظن من سيطل على المشهد هم حلفاء القصر , و مشوار جديد مع الشارع و الشعب . [email protected]