استجابت فئات واسعة من الشعب السوداني لدعوات العصيان التي أطلقها عدد من المكونات النقابية والمهنية، ضمن برنامج التصعيد ضد الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان. وأظهرت جولة "العربي الجديد" في العاصمة الخرطوم انخفاضا كبيرا في حركة السيارات والمواطنين، فيما أغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها، واختار عدد كبير من موظفي البنوك المشاركة في العصيان المدني بالامتناع عن العمل، بينما شارك الأطباء في العصيان من خلال التعامل فقط مع حالات الطوارئ في المستشفيات الحكومية. وعلى الرغم من قرار سلطات الانقلاب استئناف الدراسة في ولاية الخرطوم، إلا أن عدداً كبيراً من الأسر فضّلت عدم إرسال أبنائها للمدارس، بينما أعادت بعض المدارس التلاميذ إلى منازلهم. فيما نظمت لجنة المعلمين وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، ضد قرار سلطات الانقلاب إقالة مسؤولين في قطاع التعليم بالولاية، وتعيين منسوبي نظام الرئيس المعزول عمر البشير مكانهم. وذكرت اللجنة، في بيان لها، أن القوات الأمنية هاجمت الوقفة السلمية، اليوم الأحد، واعتقلت 7 معلمين واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وحمّلت اللجنة المجلس العسكري مسؤولية سلامة المعلمين والمعلمات، ونادت بإطلاق سراحهم فوراً، وتعهدت باستمرار مقاومة الانقلاب والعمل مع قوى الثورة لهزيمته. من جهة أخرى، أعلنت لجان المقاومة في عدد من الأحياء أنها ستواصل إغلاق الطرق بالمتاريس، يومي الأحد والإثنين، مع تسيير مواكب داخل الأحياء استعدادا لمليونية 13 نوفمبر/تشرين الثاني. وجددت اللجان "رفضها القاطع للانقلاب، وكل ما ترتب عليه من إجراءات انقلابية، والرفض القاطع لأي تسوية سياسية مع قادة المجلس العسكري الانقلابي، وضرورة محاكمتهم، والالتزام بالعصيان المدني، والتعبئة لمليونية 13 نوفمبر".