أمس صدر بيانان من الجبهة الثورية الأول جدد موقفها الرافض من الانقلاب العسكري ، مؤكدة فيه التزامها بالوثيقة الدستورية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان ، كما طالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين بدون اي شرط وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ومستشاره وعضو المجلس القيادي للجبهة الثورية ونائب الأمين العام للجبهة الثورية ياسر عرمان. وأدانت الجبهة الثورية الاعتقالات المتكررة للسياسيين وأعضاء لجنة إزالة التمكين ولجان المقاومة والناشطين واستنكرت استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين. وتمسكت الجبهة الثورية برفع حالة الطوارئ لتهيئة المناخ للحوار الجاد، و الحوار الذي يخرج البلاد من الانزلاق وأكدت الجبهة حرصها على أمن واستقرار وسلامة البلاد ووقوفها مع مطالب الشعب السوداني. في البيان الثاني سارع مقرر الجبهة الثورية محمد زكريا فرج الله بنفي صدور بيان بإسمها حول قرارات القائد العام للقوات المسلحة ، وذكر (طالعنا في بعض الوسائط بيان مَزيل باسم المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية، يدعي ان اجتماعا قد انعقد وخرج بموقف حول قرارات السيد القائد العام للقوات المسلحة، وحيال هذا الأمر نود بيان الاتي : لم تعقد الجبهة الثورية اي اجتماع وعلى اية مستوى من مستوياتها التنظيمية سواء كان المجلس القيادي او المجلس الرئاسي ولم تجر أية مشاورات بين قياداتها حول قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر وبالتالي فإن أي بيان صادر بهذا الخصوص عار تماما من الصحة وأضاف الجبهة الثورية السودانية درجت على أن تزييل بياناتها بأسماء الرئيس أو مقرر المجلس القيادي او الناطق الرسمي ندعو الجميع الي تحرى الدقة والتثبت في نقل الاخبار. من الواضح جداً أن المسارعة بالنفي من قبل المقرر لم تأت لنفي صحة البيان وإنما للتبرؤ من المواقف التي طرحها ، وهي بالكاد مواقف صحيحة ولا تعبر عن الجبهة الثورية وحدها بل عن كل الشعب السوداني الذي أكد رفضه للطوارئ بالخروج في مليونية 30 أكتوبر. وفي المقابل هل كتابة مثل هكذا بيان تحتاج الى اجتماع وإذا كان عرمان القيادي في الجبهة الثورية نفسه معتقلاً ، هل من الممكن قيام اجتماع لبقية الاعضاء ، بالتأكيد لن يسمح إلا للمؤيدين لقرارات البرهان بالاجتماع. والمدهش أن بيان النفي يصدر والسلطات تعتقل 119 من المعلمين ولجان المقاومة ، ولم يفعلوا شيئاً غير وقفة احتجاجية طالبت بعدم اعادة الفلول مرة أخرى لمناصب الدولة بعد فصل الثوار ، وبدلاً من أن تقوم الجبهة الثورية بالمدافعة عن المعلمين (الرسل) الذين يستحقون الوفاء والتبجيل ، سارع الفصيل الموالي للعسكر من الجبهة الثورية للطعن في رفقاء السلاح وعدم الوقوف معهم ولو بالمطالبة على اطلاق سراحهم. وعود على بدء هذه الايام البيانات هي بيانات الموافق المناهضة للانقلاب على الوثيقة الدستورية والردة عن المدنية ومن يقوم بذلك يستحق لقب الجبهة الثورية. الجريدة