الثورة السودانية تحمل علي عاتقها آمال شعوب عريضة في المنطقة وعدوي الثورات تُعِيد تونس من جديد علي الخط الثوري مقاوِمة لإنقلاب مدني أتي علي أسّنة رماح الديموقراطية . النزوع الطبيعي نحو الحرية يمثل خُلاصة الإِحتياج الإنساني ، فبعد تجربة ديموقراطية طالبت جماعات إثيوبية بحقِها في تداول السلطة سلمياً بعد أن حجر هذا الحق علي قوميتين في البلد المتعدد الأعراق والإثنيات ، لم تجِد القبائل الاثيوبية المختلفة مخرجاً لإنتزاع الحقوق الا عبر البندقية التي إن إستمرت ستحرق إخضرار دام سنين في هذا البلد الشاسع والمتاخم لعدة دول هشة تُقاسمه التشابه في الفقر والنظم الديكتاتورية القابِعة في إرتريا والناهِضة في جنوب السودان والتي تبحث عن مقاربة للإستمرار في السودان وضع السودان والاحداث المصاحبة لإنقلاب #البرهانوحميدتي لا تنفصل عن مناخ عالمي يُعاني من الكساد المالي ويعاني من نقص الموارد لم تجِد دول العالم سوي السعي السريع لمعالجة الأزمة في السودان ومنع الإنزلاق نحو الحروب الأهلية التي تظل عواملها ودوافعها قائمة في ظل الانقلاب أكثر منها في حال إستمرار التحول المدني الديموقراطي في ظل كل ذلك يبقي أمل العالم الوحيد في ثقة الشعب السوداني بنفسه الذى انهال علي نظام البشير القابض وحوّله إلي ركام محترق هذا الركام المحترق يسعي إلي أن يخترق تطور الشعب السوداني وإسقاط حِسه الوطني الجماعي الذي شمله منذ ديسمبر ، و قضية الشعب السوداني الآن تُمثل جُرح سطحي للكرامة ولن يستمر لأن خيارات الإنقالابيين تزداد صعوبة صبيحة كل يوم جديد ، بالتواثق الجدي ولملمة أطراف كيانات المقاومة الشعبية والمهنية في القُري النائية والبادية والحضر . جميع السودانيين يسعون بجد وبدمع ودم يغلي لإنزال الهزيمة بالإنقلاب المازوم ، وهم يشقون طريقهم حُفاة عراة الصدور مهرولين نحو المواكب ومُدركين لحجم المخاطر التي سوف تترتب حال تأخير نزع شوكة مليشيات الإنقلاب ومع كُل ذلك ينظُر الشعب السوداني لِخفة مُلتبسة حول مواقف دولية تتقدم وتتراجع حسب المصالح و بذلك يُدرِك حجم التهديد الذي ربما يطال مصلحته في الحرية والعدالة الإجتماعية إذا ما تراجعت قواه السياسة لمحطة أزمة التشريع الدستوري والتنفيذ الإداري . يخرُج الشعب السوداني في مليونية #13نوفمبر حاملاً آمالاً عدة خُطوتها الأولي تبدأ بإجهاض الإنقلاب وستعقبها خطوات لتضميد جراح طالت سنين من الصبر لا فكاك منها إلا عبر #مشروع_الوطني ومطالب ظلت حبسية ستخرُج للتنفيذ . ويخرج مدركاً أن تكلفة إسقاط الأنقلابات في مهدها أفضل من إسقاطها بعد ثلاثة عقود حسوم ، ومؤكداً أن #مليونية13نوفمبر رسالة لن تسعها صناديق البريد الإقليمي ، وأن الموجة الثالثة التي تهُب من السودان ستكون في جميع الإتجاهات في المنطقة وعلي دول الجوار أن تتحسس الرِيش فوق الرؤوس . كُتِب علي الجيل الحالي أن يكافح ويناضل في صلب مشاريع مختلفة وما يهمنا الان أن نحدد تقاطعات المشاريع في السودان ففي ظل التباس شامل للازمة الوطنية اصبح فرز الغث من السمين داخل هذه المشاريع هو جزء من الازمة التي تاخذ حديتها عبر سيول الاخبار الموجهة لتشكيل الرأي العام . إن ما يجري في السودان من صراع يُدار بواسطة أطراف إقليمية تعمل أغلبها تحت ظِل مشروع واحد هو المشروع الأمريكي في المنطقة لذلك علينا أن نميز بوضوح ما بين مصالِح ذاتية لدول الإقليم ومابين المشروع الإستراتيجي ويبدأ التمييز بفهم أن لكل دولة مصالح محددة تسعي إلي إنجازها دون أن تتعارض هذه المصالح مع المشروع المظلل لها . مِن هُنا يبدأ التفكير والسؤال عن المصالح الوطنية من كُل ذلك ، ( إن المصلحة الوطنية تتلخص بوضوح في ظل هذا الوضع في تحقيق التحول المدني الديموقراطي وإجهاض الإنقلاب لاغير ) ، ثم يأتي من بعدها تكوين المؤسسات التي تُعبِر عن هذه المصلحة تنفيذياً من خلال تشريعات وقوانين مُلزِمة لتنفيذ هذه المصالح الوطنية .