تسجيل الفيديو الاخير الذي ظهر فيه محمد حسن البوشي وهو يدافع عن الفريق جمال عبدالمجيد مدير جهاز المخابرات الوطني ، يضع أسئلة كثيرة ومحيرة في علاقة البوشي بالرجل ، فمن المعروف أن الناشط الإسفيري البوشي أكثر ما كان يهاجمه هو جهاز الأمن ودوره في التعذيب والاعتقال ، ولا تخلو تسجيلات البوشي من الهجوم المتكرر على جهاز الامن الذي اعتقله عدة مرات وبعدها سافر القاهر هرباً من السودان وأخرج مسرحية عودته التي لم يصدقها احد بزعمه ان جهاز الامن قد أعاده الى السودان. ولكن السؤال المحير لماذا أفرد البوشي تسجيل فيديو كامل للدفاع عن الفريق جمال عبدالمجيد الذي يعتبره في السابق أحد سجانيه ، ومن قادة جهاز الأمن الذي إعتقله وقام بتعذيبه ، لدرجة تعرض والدته أيضا للإعتداء من أفراد الجهاز حسب حوار صحفي سابق له ، وهذا ماجعله ينخرط في صفوف، المطالبين بحل جهاز الامن والمخابرات. ولماذا يوجه البوشي الاتهامات الى نائب مدير جهاز الامن الفريق أحمد المفضل بينما يدافع عن الفريق جمال عبدالمجيد؟ . ما وصلتني من معلومات تكشف أن هنالك علاقة وثيقة بين البوشي وجمال عبدالمجيد المقرب للقطريين والذي عين مدير المخابرات في يناير الماضي ، وهو ينتمي إلى الدفعة (32) بالكلية الحربية ، وشغل مدير إدارة المعلومات بهيئة الإستخبارات العسكرية لفترة طويلة ، وعقب نزوله للمعاش عمل في الملحقية العسكرية بالسفارة القطرية ، وعلى الرغم من تعيينه مديراً لجهاز الامن الأ ان علاقته بالقطريين مازالت ممتدة ، وخطورة الرجل في هذا المنصب جعلته يسهل تمليك القطريين جميع المعلومات الاستخبارتية فيقوم بتسليمهم التقارير اليومية في المساء ، وأكبر دليل على ذلك أن الرجل هو مهندس زيارة حميدتي الى الدوحة خلال يناير من العام الحالي فقد كان الرجل الثالث خلال لقاء حميدتي والقوني بالامير تميم في قصره. وهذه الدلائل تكذب حديث البوشي حول علاقة حميدتي بالفريق محمد المفضل فالحقيقة أن العلاقة بين الرجلين سيئة ، فحميدتي رفض المفضل الذي وافق على تعيينه مجلس السيادة وجد قبول من المدنيين بمافيهم الدكتور عبدالله حمدوك، فهو رجل مهني في المقام الأول وله دور في مكافحة الارهاب وتجارة البشر ، بجانب دوره في محاربة تجار العملة خلال ترأسه لجهاز الامن الاقتصادي. وهنالك شهود على وجود الفريق المفضل بدولة أنغولا زيارة عمل خلال الانقلاب الاخير وليس كما زعم البوشي، ويشهد عدد من المعتقلين أن المفضل هو من قام بعملية تسهيل اتصال المعتقلين بأسرهم. أما دعم الفريق جمال عبدالمجيد مدير جهاز المخابرات للبوشي ، وتسهيل عملية سفره من القاهرة الى أديس أبابا التي يتواجد فيها حالياً ، ويجد كل الدعم من السفارة القطرية في أديس هي التي تفسر علاقة البوشي بالرجل. [email protected]