"رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    وجمعة ود فور    مراقد الشهداء    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا اهل دارفور انتفضوا ضد حاكمكم اركو مناوي ومشاريعه المسمومة
نشر في الراكوبة يوم 09 - 12 - 2021

بتاريخ 6 ديسمبر 2021م تقريبا بينما كنت اتنقل ما بين المواضيع المختلفة المنشورة على اليوتيوب، اطلعت على اجتماع للمدعو/ اركو مني مناوي، حاكم اقليم دارفور، مع بعض الولاة وقادة الإدارة الأهلية لأقليم دارفور، في الوقت الذي تشتعل فيه الحروب المدمرة في الإقليم وتحديدا في جبل مون وكرينق. وكان هذا الرويبضة يبشر الحضور برغبة دولة الإمارات العربية المتحدة (هذه المرة تغير منفذ المشاريع من شركة دبي للموانىء الى دولة الإمارات) في انشاء بعض المنشآت في اقليم دارفور. وذكر من ضمن تلك المشاريع، تكملة طريق نيالا الفاشر ومستشفيات في بعض الولايات. وقد طلب هذا الرويبضة من الإدارات الأهلية الإعداد والتجهيز لإستقبال الوفد الكبيرمن دولة الإمارات العربية المتحدة والمتوقع زيارته للإقليم خلال الإيام القليلة القادمة.
طبعا هذا الإجتماع تلى عودته غير الميمونة من حجته الثانية لدبي والتي جاءت بعد الإنقلاب. طبعا الحجة الأولى اسفرت عن اثارة الفتن بين المكونات السياسية في السودان، وخلق كيان هلامي جديد للحرية والتغيير ومن ثم اعتصام القصر والذي اعقبه انقلاب لجنة البشير الإمنية على مدنيتنا الوليدة، فأعادوا السودان للمربع الأول، مربع الإنقاذ الشؤم. واذا سبق لكم ان اطلعتم على مقالاتي السابقة (سوف ارفقها اسفل هذا المقال) ستدركون المخاطر التي كنت قد اشرت اليها في تلك المقالات السابقة والتي كتبتها مباشرة بعد عودة هذا الرويبضة من دبي.
وما لايعلمه الكثير من الناس ويفوت على معظم مثقفينا، ان هذا الرويبضة المدعو أركو مناوي، لا يتحرك من تلقاء نفسه، بل يتحرك وفقا ما ترسمه له اللجنة الأمنية ومستشاري قائد الدعم السريع. والسبب في ذلك ان هوان هذا الشخص لا يجعل الكثيرين يعيرون اي انتباه له ولا لتحركاته. لذلك فهو يتجول حرا طليقا دون رقيب وحسيب ليأتي بالإملاءت والتوجيهات من كعبتهم غير المشرفة (دبي) ومن ثم يقوم كل من البرهان وحميدتي، بتنفيذ التوجيهات المنقولة لهم عبره من قيادتهم العليا بدبي. وبعد كل هذا يخرج لنا البرهان محتجا بأن الناس يشككون في وطنيتهم. والله الشعب السوداني ان شكك في وطنيتكم فقط يكون قد قصرا تقصيرا كبيرا. لأن الشعب السوداني مفروض يشك في وطنيتكم، ودينكم، واخلاقكم، وسودانويتكم، ومروأتكم، وفي رجولتكم كمان. لأن الأفعال التي تقومون بها تعوزها كل هذه الصفات الفاضلة. ولو كان المجال يسمح لأثبت لكم هذه الإتهامات، شرعا وقانونا، وعرفا.
اختصر هذا المقال بمناشدتي لعموم اهلنا في دارفور بمختلف قبائلهم وتوجهاتهم، بسرعة الإنتفاض ضد حاكم الإقليم الرويبضة، مندوب قائدي القوات المسلحة والدعم السريع، اركو مناوي. ويجب رفضه كحاكم للأقليم، لأن اقليم مثل دارفور لايليق بأن يحكمه رجل محدود القدرات العقلية والإدارية، والسياسية، وفوق كل ذلك لايجد أي قبول من جميع اهل دارفور، اللهم الا القليل من الأرزقية من بعض بني جلدته، امثال عبدالعزيز عشر، ومحمد زكريا، والكوز جبرين، وآخرين من الذين يتاجرون بقضية دارفور، وقضية دارفور منهم براء.
يجب ان اذكر اهلنا في دارفور بواقعة حدثت ابان عهد الرئيس جعفر النميري. حيث قام نميري، بتعيين رجل الإدارة المخضرم الأستاذ/ الطيب المرضي، حاكما لأقليم دارفور. والطيب المرضى يعتبر علم من اعلام الإدارة. ولكن بحكم انه ليس من ابناء دارفور (من ابناء كردفان) فقد انتفض ابناء دارفور مطالبين بإلغاء تعيين المدعو الطيب المرضي حاكما للأقليم. فما كان من الرئيس نميرى الا الرضوخ والإستجابة لمطالب اهل دارفور، وبالفعل الغى قرار تنصيب الرجل طيب الذكر حاكما لإقليم دارفور. وشتان ما بين الطيب المرضي، رجل الإدارة القدير، والرويبضة، غير المرضي عنه، مرسال لجنة البشير الأمنية، اركو مناوي، الذي لا يعرف كوعه من بوعه ولا يعرف حتى اسم رئيس مجلس سيادته. فكيف لكم يا اهل دارفور تقبلون الذي هو ادنى بالذي هو خير؟
الآن اترككم مع المقالين السابقين والتي اوضحت فيهما بالتفصيل خطورة مشاريع شركة دبي للموانىْ والتي حورت الآن لتصبح مشاريع ممولة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. فإلى تلك المقالات، وسامحوني على الإطالة التي لا بد منها لخطورة الأمر.
المقال الأول: ان لم تلغ اتفاقية اركو مناوي مع موانىء دبي فستصبح دارفور قريبا الإمارة الثامنة ..
قبل يومين مضت، قام المدعو اركو مني مناوي، بتوقيع اتفاقية مع شركة موانىء دبي، لإقامة ميناء جاف وسكك حديدية بدارفور. وبالرغم من ان هذه الإتفاقية تعتبر كارثة قومية بإمتياز، الا اننا وبكل اسف رأينا ان مراسم توقيعها قد تم بثها عبرتلفزيون السودان القومي، بإعتبار ان الإتفاقية حدثا اقتصاديا لصالح السودان، وهو في الحقيقة العكس تماما.
كما يعلم الجميع فقد سبق ان هب الشعب السوداني بأكمله في بداية الثورة المجيدة وقبل سقوط المخلوع، مطالبينه بإلغاء اتفاقية تشغيل موانىء السودان الرئيسية، التي وقعها شقيق المخلوع مع نفس هذه الشركة. وعندها اجبر المخلوع على الغاء الإتفاقية ظنا منه ان ذلك القرار سيكون مهرا للسماح له بالبقاء في كرسيه. ولكنه سرعان ما ذهب والإتفاقية الى مذبلة التأريخ، لا اتفاقية ابقى ولا على الكرسي جلس.
الآن وبعد مضي اكثر من سنتين على اخراج هذه الشركة من الباب صاغرة ذليلة، وفي ظل حكومة الثورة الإنتقالية، يأتي هذا الرويبضة المدعو/ اركو مني مناوي، ليدخل ذات الشركة المطرودة الى ارض السودان من الشباك الغربي – اقليم دارفور- عبر اتفاقية الميناء الجاف بإقليم دارفور. يا اهل السودان ان هذه الشركة لا علاقة لها البتة بالموانىء وانما هي تحالف مخابراتي محلي واقليمي ودولي، هدفها الأول والأخير السيطرة على موارد هذه الدولة الفقيرة بساستها والغنية بمواردها،
السؤال الذي يطرح نفسه هل يا ترى يوجد هناك نص دستوري، سواء كان في الوثيقة الدستورية، او اتفاقية جوبا المسخ، يخول لهذا الشخص توقيع هكذا اتفاقيات مع دولة اجنبية؟ ام ان مثل هذه الإتفاقيات من صميم اختصاص الحكومة الإتحادية؟ نأمل ان يجيب ساستنا وعسكريينا في الحكومة على هذا السؤال الهام. بالتأكيد سوف لن يجرؤ هؤلاء على الغاء هذه الإتفاقية بمحض ارادتهم، بالرغم من خطورتها على الأقتصاد السوداني، لكونهم جميعا من حجاج دبي وان افواههم مليئة بجراد ساري الليل وام بقبق. هذه العبارة مأخوذة من الحكمة الدارفورية القائلة "دابي كان جراداي في خشمو ولا بعضي".
انا مستغرب ومندهش جدا لصمت هذه الحكومة صمت اهل القبور على سلوك هذا الشخص المدعو اركو مناوي، والذي لا يكاد يبين ولايعرف حتى اسم رئيس مجلس سيادته وسيد نعمته الذي عينه حاكما عاما لإقليم دارفور (مرة يسميه عبد الفتاح السيسي، ومرة اخرى عبد الحليم البرهان). بالله عليكم كيف يترك مصير بلد بأكمله لأمثال هؤلاء البشر. ان السيد اركو مناوي لا يستطيع ادارة قرية من قرى دارفور النائية، فكيف له ان يكون حاكما لأقليم يمثل أكثر من ثلث مساحة السودان وتعداد سكانه يتجاوز الستة ملايين نسمة. لذلك ليس مستغربا ان يقدم دارفور قربانا لأولياء نعمته الذين ضغطوا على المكونين المدني والعسكري ليتم تنصيبه حاكما على اقليم بهذا الحجم والثراء. فلولا رؤساء شركة موانيء دبي، لما حلم مناوي ان يكون نائب والي لإحدى ولايات دارفور. وهؤلاء النفر، لولا شيء في نفوسهم (ثروات دارفور الضخمة) لما ضغطوا على الحكومة لتنصيب اركو مناوي حاكما لإقليم دارفور.
وكما يعلم الجميع فإن ارض دارفور تكتنز ثروات لا حصر لها، ويأتي على رأسها الثروة البشرية والحيوانية والزراعية والمعدنية مثل اليورانيوم، الذهب، الفضة الخاصة بصناعة الطائرات، النحاس، الحديد، ومعادن اخرى لا حصر لها. وبذلك فإن ان ثروات دارفور البكر تعتبر مخزونا استراتيجيا ضخما يمكن ان يخرج السوداني من هوته الإقتصادية ويعبر به الى مصاف الدول المنعمة المرفهة، وفي الوقت نفسه تشكل هذه الثروات احتياطي كبير للأجيال القادمة. لذلك الحذر كل الحذر من هذه الشركة التي تسمى نفسها زورا وبهتانا بموانيء دبي. لأن باقامتها لميناء جاف وسكك حديدية في اقليم دارفور، سوف تصبح كل هذه الثروات الثمينة في مهب الريح، كما فعلت من قبل بذهب جبل عامر وعامة ذهب السودان.
يا سادة يا كرام، كما ان شرق السودان يمثل بوابة السودان الشرقية، فإن اقليم دارفور يمثل بوابة السودان الغربية، لذلك اناشد عبر هذا المقال جميع اطياف الشعب السوداني في عموم ولايات دارفور بصفة خاصة وبقية ولايات السودان بصفة عامة، للقيام بهبة عارمة للضغط على الحكومة الإنتقالية لإلغاء هذه الإتفاقية الغادرة، والتي وقعها من لايملك مع من لا يستحق، وطرد هذا الرويبضة اركو مناوي والموقعين معه من اقليم دارفور، حتى لا تصبح دارفورعما قريب الإمارة الثامنة للإمارات العربية المتحدة، وتنهب جميع ثرواته لترفد بها خزينة تلك الدولة. وساعتها سوف نجلس على قمة جبل عامر نتباكى على نهب ثرواتنا واقتطاع جزء عزيز من وطننا الغالي، تماما كما ابكونا الكيزان بفصل جنوبنا العزيز.
وللمعلومية فإن هذه الشركة المسماة بموانىء دبي، قد سبق ان تم طردها من الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة جيبوتي، ودولة الصومال، وقبل سنيتين من ميناء بورتسودان، وذلك لكونها مسجلة خطر على مستوى العالم.
يا سادة يا كرام، في نظام الإستثمار العالمي، فإن الشركات العالمية والعابرة للقارات، تأخذ في الحسبان عوامل اساسية يجب توفرها في دولة الإستثمارقبل اتخاذ قرار الإستثمار. ومن هذه العوامل على سبيل المثال، استقرار سعر الصرف، سعر الفائدة، الإستقرار السياسي، الإستقرار الإقتصادي، الإستقرار الأمني للدولة المراد الأستثمار فيها، عدم تفشي الرشاوي والممارسات السالبة المشابهة، مخاطر افلاس الدولة، المخاطر الأقليمية المحيطة بالدولة، تطبيق المعاييرالمحاسبية الدولية. قوانين الدولة واكتمال اجهزتها العدلية، التأمين ضد المخاطر السياسية، سهولة اجراءات الإستثمار، سهولة تحويل العائد على الإستثمار لدولة المنشأ، فض النزاعات التي قد تنشأ بين الشركة المستثمرة والمكون الوطني في دولة الإستثمار .......الخ.
وبالنظر الى هذه العوامل فإننا نجد ان بيئة الإستثمار في السودان تعتبر بيئة غير مواتية وعالية الخطورة ولا يمكن لأي شركة دولية الإستثمار في هكذا بيئة، اللهم الا اذا كان العائد على الإستثمار يفوق هذه المخاطر اضعافا مضاعفة. وبهذا آمل ان تكون قد اتضحت لكم الفكرة وعرفتم سبب تجاهل شركة موانىء دبي لكل هذه المخاطر الجسيمة المحيطة بالمناخ الإستثماري في السودان ودارفور على وجه الخصوص.
لذلك اختتم هذا المقال لأكرر مناشدة الجميع، شعبا وحكومة مدنية وعسكرية، للإنتفاض ضد هذه الإتفاقية اليوم وقبل الغد، وإلغائها قبل فوات الأوان لكي نحتفظ بثرواتنا القومية لمصلحة وطننا الجريح واجياله القادمة.
مسودة المقال الثاني:
رسالة عاجلة الى سعادة رئيس الوزراء الدكتور/ عبد الله حمدوك
بتاريخ 23 سبتمبر 2021م قد نشر لي مقالا مطولا بصحيفة سودانايل الإلكترونية بعنوان " ان لم تلغ اتفاقية اركو مناوي مع موانىء دبي، فستصبح دارفور قريبا الإمارة الثامنة" كما نشر هذا المقال بصحيفة سودانيزاون لاين، وامتنعت صحيفة الراكوبة من نشر المقال ، كعادتها مع مقالاتي.
وحيث ان المذكور اركو مناوي عاد للسودان من حجته لدبي والتي استغرقت عدة ايام، مبشرا بإنجازاته الظاهرية، اناشدكم سعادة الدكتور/ عبد الله حمدوك كما اناشد وزير شئون مجلس الوزراء السيد/ خالد سلك، ومستشاري الدكتور/ حمدوك، بضرورة الإطلاع على ذلك المقال لأهميته البالغة، حيث انني اوضحت فيه خطورة هذه الإتفاقية التي وقعها مناوي مع شركة موانىء دبي، والتي تتعلق بإنشاء ميناء جاف وسكك حديدية بولاية دارفور. واضيف الى ماذكرت في مقالي السابق، بأنه اذا قدر الله لهذه الإتفاقية ان تمضي كما خطط لها، فسوف يكون الميناء الجاف والسكك الحديدية نواة لإنشاء قواعد عسكرية، تماما كما هو الحال مع جزيرة سقطرة اليمنية. وفي هذه الحال سوف تمنع الشركة الدخول الى والخروج من دارفور الا بإذن من هذه الشركة، كما يمنع الرعاة من الرعي وحفر الآبار، ويمنع الزراع من الزراعة . وبذلك تصبح دارفور ارض محتلة ومنطقة مقفولة، وتكون السيادة الكاملة فيها لهذه الشركة.
يا سعادة رئيس الوزراء، ان مسك العصا من النصف ليس خيارا جيدا في كل الأوقات والمواقف. فهناك اوقات تتطلب مسك العصى من الطرف الرقيق والضرب برأسها الغليظ المضبب. واعتقد ان هذه الإتفاقية تعتبر احدى الحالات التي ينبغي الضرب فيها بقوة بالرأس الغليظ ، وياحبذا لو كان عصاك من حديد، لأن هذه الإتفاقية تعتبر مهدد قومي، واقليمي، ودولي. وكما يقول المثل ان معظم النار من مستصغر الشرر.
لذلك اناشد كم سعادة رئيس الوزراء والمسؤولين من حولكم، كما استحلفكم بالله ان تعجلوا من اجراءات الغاء اتفاقية السيد/ اركو مناوي مع شركة موانىء دبي، عاجلا غير آجل. كما لا انسى ايضا ان اجدد مناشدتي لجميع اهل دارفور والسودان قاطبة للوقوف سدا منيعا حيال هذه الإتفاقية. فإن كان شرق السودان يمثل رئة الوطن الأولى، فإن اقليم دارفور يعتبر الرئة الثانية للسودان، فلا تهاون ولا خزلان.
**** ****
سؤل هتلر ذات يوما عن احقر الناس في حياته، فقال:
(احقر الناس هم الذين يساعدونني على احتلال اوطانهم)
وانا ان سؤلت عن احقر الناس في حياتي فسأقول:
احقر الناس هم الذين يستجلبون دولا وشركات لسرقة ثروات اوطانهم وزرع الفتن فيها.
احقر الناس هم الذين يستمعون لإملاءات دول اجنبية للإنقضاض على ديمقراطيات اوطانهم.
احقر الناس هو الذين يحتلون مؤسسات اوطانهم الوطنية ويستخدمونها لخلق ضوائق معيشية لشعوبهم فيختار شبابهم ان يكونوا طعما للحيتان بدلا عن حياة الذل والهوان.
احقر الناس هم الذين يوجهون فوهات بنادقهم لصدور شبابهم الأعزل فيحصدون ارواحهم بلارحمة.
احقر الناس هم الذين يكبلون شبابهم في جزوع الشجر ويلقوا بهم في النهر.
احقر الناس هم الذين يهربون ذهب وثروات اوطانهم ليغذوا بها خزائن دول اخرى.
احقر الناس هم الذين يحرضون اهلهم البسطاء ليقطعوا الأوكسجين عن رئة اهاليهم الضعفاء..
احقر الناس الذين تخرج من افواههم الدرر وتضمر قلوبهم الغل والشرر.
واحقر الناس هم الذين يستمرؤون ويتلذذون بأذى شعوبهم.
احقر الناس هم المحبين لذواتهم والكارهين لشعوبهم.
واختتم قولي في احقر الناس لأقول بأنهم اولئك الذين يطلق عليهم مجازا بشر، وهم في الواقع ليسوا ببشر، بل هم ادنى مخلوقات الله مرتبة، فأبحثوا لهم عن مسمى جديد.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.