هل كل من يوجه نقده لادرء الجيش فهو خائن للوطن او عميل لمخابرات اجنبية؟ . في تشويش او خلط بين العبودية والوطنية العبودية هي : ان تهلل وتسبح بحمد سيدك ولا تجرؤ ان تنتقده او توجه له عتاب مهما فعل .. الوطنية هو : صاحب الحق وصاحب البلد وصاحب الجيش ومن حقوقه الاساسية ان يوجه نقده للجيش ويقيم ادائه ويوجه اليه الاسئلة وينتقد أعلى القادة اذا أخطأوا وهذا هو الذي يحب الجيش بحق إن جيشنا العظيم قام بانتهاكات عظيمة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وفي الجنوب ضد شعبه ان لم يقم هو بها فكانت امام ناظريه وهذا لن يعفيه عن المسؤولية وكذلك صمت في مجزرة القيادة العامة بل طرد من لجأوا اليه اثناء القتل ليلة فض الاعتصام لأن التعليمات كانت من القيادة ان تغلق الابواب امام من يستجير بكم من الشبان والبنات .. لماذا هذا التقصير ؟ إذا سألت هذا السؤال ستجد المغسولة أدمغتهم والمشوشين فكريا ينهالون عليك بالشتائم المقذعة ويتهمونك بالخيانة مع أن الوطنية الحقيقية تستلزم محاسبة المسئولين عن سقوط الشهداء في كل أرض الوطن في دارفور وفي النيل الازرق وفي القيادة وحتى في اراضي العدو .. هذا التفكير العقيم للوطنية وعدم الدفاع عن المظلومين لن تجده أبدا في الدولة الديمقراطية ، كشف الصحفيين الأمريكيين انتهاكات الجيش الامريكي في سجن ابوغريب في العراق مع انه جيش بلادهم ؟ هل هم خونة ؟ هل هم لا يحبون وطنهم ؟ أنهم يحبون اوطانهم مثلنا لكنهم يؤمنون ان الوطنية يجب أن تكون في حدود العدل والحق ، وان الوطنية تستوجب فضح جرائم السلطة ومحاكمة مرتكبيها . ولم يتهمهم أحد بالعمالة لدولة اجنبية بل نالوا تقديرا واسعا من الأميريكيين لشجاعتهم ودفاعهم عن الحق أن مفاهيم الاستقلال ورفض الاحتلال الأجنبي أقوى في الذهن بكثير من مفاهيم حقوق الانسان والمواطنة . تجد من يدافعون اليوم عن افعال الجيش ولا يريدون من ينتقده ينتفضون غضبا عن حق تنديدا بجرائم الجيش الاسرائيلي في قتله عدد من الفلسطينيين لكن الجرائم التى ارتكبها الجيش لم تجد استنكارا بالرغم من عدد الضحايا والمنتهكة حقوقهم . إن محاسبة الجيش حق أصيل لكل مواطن سوداني وواجب عليهم تفرضه الوطنية الصادقة. إذا كنا نحب الجيش فيجب أن نحاسبه وننتقده حتى نعرف الأخطاء ونتفاداها. هكذا تنتصر الجيوش في الدول المحترمة . [email protected]