إننا نطالب بألغاء اتفاق جوبا نظرا لعمق الإختلالات التى صاحبت الاتفاق من فشل زريع حول كَيْفِيَّة إدارة التَّنَوُّع ، وما نتج عنها من حروبات أهلية طاحنة ، وتناسل للأزمات السيِّاسيِّة ، الأمنية، الإقتصادية ، الإجتماعية ، والثقافية. بعد ظهور حروب أهلية بسبب الاتفاق واقتتال بشكل يومى ، حيث ظهر مخاطر الإنقسام السياسي والإجتماعي الحاد والتردي الإقتصادي وتصاعد نبرة خطابات الكراهية والتفرقة، عطفاً عن السياسات الخاطئة والتخبط في كافة الإتجاهات والتكتلات القبيلة ودعم الحركات للانقلاب مما أدى إلى تعقد المشهد السياسي في البلاد . اسس هذا الاتفاق لعدم توزيع السلطة بشكل متكافئ بين المكونات الإجتماعية و أعطى نسبة اكبر لمن لا يستحقها دون الرجوع للإرث السياسي والنضال الثوري التراكمي المشترك لشعبنا الهادف لتحقيق الحرية والعدالة والسلام والمساواة وبناء وطن يسع الجميع . إننا نتمسك بمواقفنا المعلن والواضح ونجدد رفضنا للانقلاب على السلطة من قبل العسكر لكافة التسويات والاتفاقيات الجزئية وتسويف للقضايا المصيرية وهضم للحقوق العادلة والمشروعة والوقوف بصلابة أمام منعطفات المرحلة الإنتقالية الهشة وتعرجاتها الحرجة التي تعاني من إنحرافات بالغة متمثلة في سرقة ثورة الشعب في نهج التمكين الحزبي ونسق المحاصصة الضيق ، اضافة لإقصاء اصحاب الارض عن المشهد وظهر مجموعات همها المشاركة فى السلطة و هضم حقوق الضحايا بمعسكرات النزوح و اللجوء ، و ندعوا شعبنا للخروج ضد النظام الانقلابى والاستبدادى فى تظاهرات اعتصادم حتى إسقاطه وتشكيل حكومة مدنية لأدارة الفترة الانتقالية. استشعارآ بأهمية العمل عبر آليات متطورة وفعالة لمخاطبة جذور الأزمة التاريخية في الدولة السودانية بشكل صحيح وسليم وطرح الحلول الموضوعية وتقديم البدائل الناجعة للخروج من النفق المتهالك الذي أدخلت فيه البلاد عنوة ، لا بد من العمل والتأسيس لاتفاق حقيقي يضمن للضحايا حقوقهم ويوقف الحرب بشكل نهائي . لذا نحن نطالب بألغاء اتفاق جوبا للأسباب الاتية: أولا : الإتفاق كرس للفتنة القبلية والاصطفاف الجهوي وأشعل الحروب بين مكونات دارفور الاجتماعية على إمتداد الإقليم خلفت قتلى ونزوح عشرات الالاف وحرق وتدمير للقرى والمزارع والمؤن . ثانيا : أحدث اتفاق جوبا فوضى أمنية بإنحياز قوات الحركات المسلحة مسار دارفور وقوات الدعم السريع لأطراف النزاعات القبلية مما نسف فكرة القوات المشتركة لحماية المدنيين من أساسها . ثالثا : لم يحقق اتفاق جوبا أي مصلحة لأهل الإقليم بوقف نزيف الدماء ولم ينجز اطرافه المصالحات الاجتماعية الموعودة ناهيك عن العدالة الدولية والانتقالية . رابعا : اتفاق جوبا بمساراته المشوهة أحدث فتنة لأهل السودان قاطبة ففرقت بين مكونات شرق السودان وأيقظ نعرات جهوية مضرة لأهل شمال السودان وعمق خطاب العنصرية في كل اقاليم السودان قد تعصف بالوحدة الوطنية الهشة . خامسآ : فشل الاتفاق حتى الآن أن يوقف الحرب ومعالجة قضايا الارض والعدالة الجنائية وتسليم المتورطين من مرتكبى جرائم الحرب والابادة الجماعية . سادسآ : ركز الموقعون على المحاصصات وظلت قضايا النازحين واللاجئين دون حلول فاعلة بمخاطبة جذور الأزمة التاريخية وتقديم البدائل الناجعة للخروج من النفق المتهالك الذى أدخلت فيه البلاد بسبب اتفاق جوبا منتهى الصلاحية . سابعآ : اسس الاتفاق لمزيد من الحرب والقهر والاستبداد وإهدار المال العام وتهديد حياة المدنين ومصالحهم وأسرهم كما حدث فى الجنينة معسكر (كرندق ووسط دارفور ، شمال وجنوب دارفور) ثامنا : نطالب من المجتمع الدولي والدول المتاحة والوسيط من ألغاء اتفاق جوبا وإعادة النظر في الأطراف الموقعة على الاتفاق ذات الطابع القبلى لضمان تمثيل شعبى ودولى مراعين فيه مصالح المجتمعات المحلية والسكان الاصلين من النازحين واللاجئين وأصحاب المصلحة الحقيقين. صلاح الدين ابوالخيرات بوش مساعد الرئيس لشؤن التنظيم والإدارة لحركة جيش تحرير السودان (كازيسكى) . [email protected]