لا للتباكي علي استقالة حمدوك والذي اشبهه بالبكاء علي اللبن المسكوب. ولست هنا بصدد تحميل حمدوك وزر ما آل اليه الموقف السياسي في الوطن الان ولكن بصدد سرد حقائق بسيطة حتي لا نذهب بعيدا في تحليلات ما بعد استقالة حمدوك. اولاً:- هذه الاستقالة هي تحصيل حاصل فقد استقال حمدوك شعبياً حينما وقع اتفاق 21 نوفمبر مع البرهان بدعوي حقن الدماء . وقاد ذلك الي استشهاد اكثر من 45 شاباً وشابة هذا دون اضافة الشهداء الابرار الذين استشهدوا في مليونية 30 ديسمبر واليوم 2 يناير. استقال حمدوك شعبيا ورفض الشارع اتفاقه وتواصلت المليونيات اكثر قوة وتوقف هتاف شكرا حمدوك الى الابد. ثانياً:- استمرار حمدوك وفق اتفاق 21 نوفمبر لم يكن ليغير شيئاً فما زال الجيش مسيطرا علي ال 82٪ من ثروات الشعب ومازال الشعب يقتل بدم بارد ليس من قبل قوة امنية واحدة بل من قبل تنين رؤوسه هي ملشيات الجنجويد وقوات الاحتياطي المركزي وكتائب حركات الكفاح بل وكتائب النظام المنحل وجهاز امنه بصمة خشمه. البرهان في وجود حمدوك يعيد جهاز امن الدولة كما هو وبكامل صلاحياته في القبض والاستجواب دونما اذن والاعتقال دون تحقيق بل التعذيب وحمدوك يشاهد ويسمع. ثالثا:- ضحي حمدوك بحاضنته السياسية السابقة (رغم علاتها) واعتمد علي حاضنة سياسية اكثر انتهازية وتخبط وهي ما عرف ب قحت 2 وهي عبارة عن ثلة انتهازيين (سلة اعتصام القصر) والذين تمت مكافأتهم في التو واللحظة بمناصب مدنية في شركات مرموقة كالمعادن وزادنا .. الخ. رابعاً:- وفي رابعاً عودة الي ما بعد توقيع الاعلان الدستوري في 17 اغسطس 2019 ... اولا تحول مجلس السيادة والذي نصت الوثيقة ان دوره تشريفي فقط الي الآمر الناهي. كيف حدث ذلك؟ ومن سمح بذلك. فبقدرة قادر اصبح مجلس السيادة المسئول الاول عن الجيش والامن في حين انهما كانا مسئولية مشتركة بين الوزراء والسيادي . حدثت هذه التراجعات دون اي تحفظ من حمدوك او حاضنته قحت انذاك. ادى هذا التراجع الي تقول المكون العسكري اكثر فاكثر . تحت سمع حمدوك وقحت. على سبيل المثال: بعد مجازر بورسودان قام المجلس السيادي باقالة الوالي وهذه ليست من ضمن صلاحياته. قام المجلس العسكري بتكوين المجلس الاعلي للسلام لقيادة عمليات السلام والتفاوض بقيادة حميدتي و كباشي وبهذا تغول وبشكل نهائي علي دور مجلس الوزراء في قيادة عملية السلام. أين كان حمدوك وحاضنته؟؟ حتى في معالجة الازمة الاقتصادية تم تعيين حميدتي كرئيس للجنة الاقتصادية (أليس في هذا قمة السخرية) وحمدوك الاقتصادي الخبير ... ما الطرف الذي كان يحاول حمدوك ارضائه؟؟؟ لنترك البكاء علي استقالة حمدوك جانباً ولنتعلم من اخطاءنا السابقة جميعاً. ان ما يحدث الان في السودان واعني تحديدا ثورتنا الثورة السودانية لهو حدث فارق في تاريخ البشرية الحديث. ان الاثر الذي ستتركه الثورة السودانية في القرن الحادي والعشرين لا يقل عن اثر الثورة الفرنسية في القرن التاسع عشر. لحكومات دول الجوار الجغرافي والثقافي الف حق في الخوف مما يحدث في السودان. لقد استيقظ في السودان مارد لا راد له الا انفراط عقد هذا الوطن الفريد وتحوله الى دار حرب لن يهنى فيها دكتاتور او عصابة بربع ثروة طبيعية. ان هذا المارد في الشوارع الان الثوار والثائرات يضعون حدا للدكتاتورية في السودان والي الابد. الهام عبدالخالق